Adel Osseiran

 1905 - 1998

(Courtesy of Al Nahar newspaper.)

Adel Osseiran, born into a Shi’ite family of Saida, received his secondary education at the International College in Beirut and then enrolled at the Syrian Protestant College (later to become the American University of Beirut), graduating in 1928 with a Bachelor’s degree in Politics and History and a Masters of Arts in Politics in 1937. Osseiran embarked on his involvement in politics in 1928 when he began to oppose the French mandate. In 1936 he was arrested by the French mandate authorities after delivering a speech in the southern town of Nabatieh in which he condemned the French mandate and stood up for the rights of the farmers of South Lebanon. In 1937 he ran for public office for the first time, and proposed the first parliamentary platform in the history of Lebanon. However, he was strongly opposed by the French and lost the election. 1943 saw Osseiran's first winning bid for the Lebanese parliament, when he was elected as Member of Parliament for South Lebanon, a career which was to last almost uninterrupted until his retirement from politics in 1992.

In 1943, under the leadership of President Bechara al-Khoury and Prime Minister Riad al-Solh, the Lebanese parliament made amendments to the constitution that diminished the French mandate’s powers in Lebanon. As a reaction, the French mandate authorities arrested al-Khoury, al-Solh, Osseiran, and a number of other politicians who formed the core of the Lebanese independence movement and imprisoned them in the fortress of Rashayya. The arrests sparked widespread protests in Lebanon which resulted in the release of the prisoners on the 22nd of November 1943, which became Lebanon's Independence Day.

Osseiran was elected Speaker of the Lebanese House of Parliament from 1953 until 1959. As House Speaker, he had a role in ending the rebellion of 1958 against President Camille Chamoun, which resulted in the election of General Fouad Chehab as President. He also held numerous ministerial portfolios during his political career. The most important of these were the Ministry of Interior (1968-1969), the Ministry of Justice (1969-1970, 1974-1975) and the Ministry of Defense (1984-1989).

Throughout his career, Osseiran endeavored to support development in Lebanon, especially in the impoverished south. As Speaker of Parliament, he focused widely on educational and agricultural issues. Throughout the civil war of 1975-1990 he made efforts to end the sectarian violence, and tried to restore some level of cohesion and national unity within Lebanese society. In 1984 he participated in the convention of Lausanne for Lebanese national dialogue, where he called for the elimination of sectarian politics in Lebanon once and for all and insisted on support for the Lebanese resistance against Israeli occupation of South Lebanon. He was an active participant in the Ta’if national reconciliation agreement of 1989, which brought an end to the Lebanese Civil War.

Adel Osseiran retired from politics in 1992 and retreated to his hometown of Saida, where he died in June 1998, aged 93. He was commemorated by the Lebanese government as a national hero and given a formal burial.

(The text below is a transcription of an audio interview. Times in parentheses denote the approximate position of the text in the audio stream.)


مقابلة مع دولة رئيس مجلس النواب عادل عسيران أجرتها ليلى رستم في برنامج سهرة مع الماضي.

( Start audio: MP3)

(00:00:00)
يوجد مقطع غير واضح

أوّل إضراب وتظاهرة حصلت في الجنوب ضدّ الإنتداب الإفرنسي بعد سنة 1918 ثماني دقائق وستّة وخمسون ثانية

(00:05:15)
س ـ عادل بك حرّك أوّل تظاهرة في الجنوب.

ج ـ أوّل تظاهرة حصلت في سنة 1943 قمعتها الحكومة بالقوّة وسقط على أثرها عدد من القتلى من شباب بنت جبيل. زيادة في الإستيضاح ركبت اوّل سيارة ورحت على صور في عدد من وجهاء صور الّي هنّ قادة الحياة السياسية، تجمّعوا في مكان ما، فتّ لعندهم وعرضتلّهم الموضوع وقلتلّهم: عرفتوا شو صار في بنت جبيل؟ قالوا: نعم، بكلّ أسف. قلتلّهم: شو بتريدوا ينعمل؟ قالوا: لازم ينعمل إجتماع طائفي. قلتلّهم: إذا بدّكم تعملوا إجتماع طائفي لبعد 6 أشهر وبكون انتهى كل شيء. قالوا شو ممكن ينعمل؟ قلتلّهم: يا شباب، المعركة هي معركة بين التجدّد وبين الرجعية، ما بريدوا ينعمل شي من شأنه أن يغيّر وضعهم، فأنا أنصحكم ان تتكتّلوا مع بعضكم، أنا نازل على صيدا في عدد من الشباب نتكتّل نحن ونبعث لكم خبر كيف يجب ان نسير. هودي الجماعة إقطاعيين لا يمكن أن يستفاد منهم ولا التعامل معهم.

في المساء النا عادة نجتمع عند بعضنا البعض، ليلة عندي ليلة عند زيد ليلة عند عمرو. سألت عن الشباب قال موجودين عند بيت الجوهري بيت سلام الجوهري. قصدت بيت سلام الجوهري: السلام عليكم. وعليكم السلام. شو يا شباب عرفتوا شو صار؟ قال: آ والله عرفنا. شو رأيكم تعملوا؟ قال: شو ممكن نعمل؟ قلتلّهم: بتتكتّلوا وبتتجندلوا بالساحة، فينا نعمل كل شي أوّل شي لازم نعمله هو نعمل برقية احتجاج. في شاب محامي اسمه شفيق لطفي صديقنا. اطبعلنا برقية يا شفيق. طبعلنا برقية استرحام. شو استرحام؟ نحن جايين لهون نسترحمهم؟ جيت انا وضعت برقية قلتلّهم: الإنتداب الذي ثبت في هذه الأيام كانت من نتائجه ان قتل عدد من شباب بنت جبيل. نحتجّ الخ. أمضوا يا شباب، مضوا. مضيت انا اوّل الكل ومضوا. قلتلّهم: لازم نعمل اضراب. قال: مين بيتجرأ يعمل اضراب؟ قلتلّهم انا بعمل اضراب بتعملوش انتوا أحرار. ثاني يوم الصبح نزلت على المدينة وبدأت بالناس كلّها، قلتلّهم اليوم التالي بدنا نعمل اضراب ما فيش حدن بدّه يفتح احتجاجاً على الرّزالة الّي حصلت في بنت جبيل الّي كان سببها الإفرنسيين. قال: بأمرك. الناس كلّها تجاوبت معي. بالوقت نفسه هل برقية كانت موجودة أجا 5 -6 شباب تجمّعوا أمام باب البريد وطلعنا حتّى نبرق البرقية. نحن ونازلين كثرت الجماهير، يلاّ بمظاهرة على السرايا. رحنا بمظاهرة على السرايا، صرنا نحيّي شباب بنت جبيل، هنّ جوّا ونحن برّا، سمعونا وعرفوا انّه في حركة لصالحهم. قلنالهم ارجعوا لنرجع هلّق، خلّينا أوّل الغيث قطر ثمّ ينهمر. رجعنا، وقفت انا بالشباب قلتلّهم: يا شباب المثل الإفرنسي بقول "الإتّحاد قوّة" ونحن هلّق تظاهرنا واحتجّينا، يجب ان نكتفي بهذا القدر وإنشاء الله لنا اجتماعات أخرى سنسير فيها لمقاومة كلّ استبداد وظلم ممكن يحصل علينا. تفرّقنا. ثاني يوم فقت الصبح بكّير ونزلت على البلد وجدت محلّين ثلاثة فاتحين والباقي كلّ النّاس مسكّرة، رحت ليهم وقلتلّهم: مش عيب عليكم أبناء بلادكم بموتوا وأنتوا بتجوا بتفتحوا دكاكينكم؟ مش عار عليكم؟ قال: شو بتأمر؟ قلتلّهم: سكّروا. حاضر. سكّروا. مرّ النهار بسلام وكان اضراب رائع وكانت أوّل مرّة صيدا أضربت بعد سنة 1918، لأنه سنة 1918 الإفرنسيين على أثر مظاهرة حصلت من أجل الملك فيصل سنة 1916 - ما عدت أذكر بالضبط - قاموا السنغاليّين وضربوا بشراسة وقطعوا مناخير نسيب شهاب وقطعوا ذينة شريف عسيران وقتّلوا ناس وفظّعوا وهلعت الناس من الخوف وما عاد صار في اضراب. ثمّ انا من هناك ذهبت الى صور كمان حمّلنا اهالي صور مسؤوليتهم، من هناك ذهبت الى النبطية وحمّلت أهالي النبطية مسؤوليتهم، بقينا في حالة هل اضرابات مدّة 7 أيام، بعدين حتّى نثير هل روح الوطنية بالناس قلنا لنعمل أسبوع. في عادة انه يعملوا أسبوع للموتى. عملنا اسبوع، قمت انا خطبت فيهم خطاب، بذكر في حادث حصل لواحد صيني، لا، لواحد الماني، راح على الصين، بتذكّر من ايام المدرسة، راح لهناك يعمل مبشّر بروتستانتي، ومن هناك قام بأعماله التبشيرية وبصادف انه بيقتل شو السبب؟ ما عاد بذكره تماماً، على أثر ذلك بتجي الحكومة الألمانية بتحتلّ بتجيب جيوش بتجيب بواخر وبالآخر بيعتذروا منها بيعطوها امتيازات سكّة الحديد بيعطوها امتيازات بّور بيعطوها امتيازات كثيرة. انا اتّخذت هل مَثَل هيك مقدّمة لخطابي وقلتلّهم: أتمنّى كل منّا لو يتمكّن ان يبتلع الـ40 مليون إفرنسي الموجودين هنا وفي قارّة الوجود، ولكنّنا جميعاً عاجزون. وبلّشت قلّهم ليش عاجزين لأنه ما عندنا أسطول طيران، عاجزين لأنه ما عندنا أسطول بحري، عاجزين لأنه ما عندنا جيش، عاجزين لأنه ما عندنا إدارة مستقلّة ما عندنا دولة بالمعنى الصحيح، فمن الواجب انّا نسعى لإزالة هل عجز ولإيجاد حياة استقلالية ولتأسيس دولة لبنانية عربية صحيحة.

(00:13:22)
س ـ كنت شاب صغير أياميها عادل بك أثناء حوادث 36؟
ج ـ (يضحك) بدّك تكشفي عمري؟ انا بتخبّى بعمري يا ستّي.

(00:13:34)
س ـ أيّاميها كنت بعدك متخرّج من الجامعة؟
ج ـ كنت سنة 36 كان عمري 31 سنة.

(00:13:49)
س ـ كنت شاب صغير بعدك؟
ج ـ يعني كنت بي بي.
س ـ في واحد اشترك معاك في المظاهرات أياميها، كان في ذلك الوقت مدرّس أدب صغير وشاب صغير والنهارده هو موظّف في وزارة الأنباء. طلبنا منه انه يروي الأحداث من

(00:13:51)
زاويته هو. إذا سمحت تستمع اليه (حديث الأستاذ شفيق أرنؤوط) حديث شفيق أرنؤوط حول الكفاح المشترك السوري اللّبناني ضدّ المحتلّ الأجنبي (00:14:11) دقيقتان وخمسة وخمسون ثانية

(00:14:11)
س ـ سنة ال 36 الّي كانت بتطالب بالإستقلال مش كدا؟
ج ـ نعم

(00:14:12)
س ـ كانت بتبدأ في بيت عادل بك عسيران، صحيح؟
ج ـ نعم كانت تبدأ في بيت الرئيس عادل عسيران وكذلك في بيت الأستاذ الشيخ أحمد عاصي الزين، صاحب مجلة العرفان وفي بيت المرحوم الأستاذ نور الدين الجوهري. كانت تنطلق من هناك المظاهرات في سبيل الوحدة السورية وكان مفهوم الوحدة السورية في ذلك الوقت هو الجهود المشتركة بين السوريين واللّبنانيين للكفاح ضدّ المحتلّ الأجنبي وكان هناك أيضاً تقوم مظاهرات في سبيل فلسطين فقد جرت اضرابات مشهورة سنة 1936 دامت 6 أشهر وقوطعت فيها البضائع الصهيونية كما قوطعت البضائع التي كانت تذهب من هنا الى هناك وخصوصاً الخضر والفواكه وكان الأستاذ معروف سعد نائب صيدا اليوم ايضاً يقوم بجهود مشكورة في هذا الحقل، فكان يقاوم وهو مع فريق كبير من الشباب، هذه البضائع التي ترسل لليهود، وقد حكم في ذلك الوقت على الرئيس عادل عسيران ببضعة ايام او عشرة او أكثر كما حكم على الأستاذ معروف سعد بالسجن 6 أشهر وحكموا أيضاً على الأستاذ الشيخ أحمد عاصي الزين بالسجن في حبس الرمل 6 أشهر أيضاً.
س ـ في الوقت الّي نحن فيه دا المظاهرات أصبحت الطبق اليومي الذي نتناوله في كلّ وجبة إخبارية يعني ما في مرّة منسمع أخبار إلاّ ما في مظاهرة في مكان ما، أصبحت المظاهرات عندنا شيء طبيعي، لكن طبعاً في ذلك الوقت سنة الـ 36، لمّا كانت تقوم مظاهرة كانت تثير حديث الناس، يعني أو واحد مثلاً ينضرب أو يطرح أرضاً أو يأخذ عصى على دماغه مثلاً كانت تصير خبر مهم خطير حدّ من الّي كانوا بيشتركوا في المظاهرات وأصبحوا أو كانوا بذلك الوقت ناس مهمّين وقادة شفته بينضرب مرّة علقة سخنة في

(00:15:43)
مظاهرة ويُجرّ جرّاً على الأرض.
ج ـ نعم ما في شكّ المظاهرات كان لها في ذلك الوقت أثر كبير غير ما نراه اليوم باعتبار انها كانت تقريباً الأولى في أيام الإنتداب وكانت غير مسلّحة كان يقوم فيها خطباء من الأدباء والشعراء والرجال الوطنية وقد جرت حوادث من هذا القبيل، فقد أصيب مثلاً الأستاذ معروف سعد بطلقة رصاص في صدره في ذلك الوقت وقتل عدّة نساء ورجال في المظاهرات.

(00:16:52)
س ـ النساء كانوا يطلعوا في المظاهرات؟ ج ـ نعم كنّ يشتركن في المظاهرات ايضاً.

(00:16:56)
س ـ محجّبات أو غير محجّبات؟ ج ـ محجّبات وغير محجّبات، كانوا من جميع الفئات. (حديث عادل عسيران)

(00:17:06)
إعتقال عادل عسيران عقب المظاهرات ثمانية وأربعون ثانية

(00:17:06)
س ـ اعتقلت إذن عقب المظاهرات دي كم يوم في حبس الرمل؟ ج ـ اعتقلت با ستّي في حبس الرمل 9 أيام.

(00:17:16)
س ـ 9 أيام في حبس الرّمل؟ مين أفرج عنك؟ ليه طلّعوك؟ لأي سبب طلّعوك؟ ج ـ طيلعوني يا ستّي لأنه الجماهير ثارت ثورة فظيعة من جهة وأرادوا ان يتخلّصوا من ثورة الجماهير، ومن جهة ثانية طلبوا منّي أن أقدّم طلب إخلاء سبيل، بحقّ رفضت، جاء محسن بيضون ومضى عنّي انه يطلب إخلاء سبيل بكفالة.

(00:17:46)
س ـ بكفالة طلّعوك؟ ج ـ بكفالة طلّعوني.

(00:17:54)
عادل عسيران يرفع العلم اللّبناني الجديد على سرايا صيدا سنة الـ 43 دقيقتان وثانيتان س ـ صورة لفتت نظري حبّيت آخذها اورّيها في البرنامج ومن الواضح بردو انّ فيها خطابة وزيّ ما بقول الخطابة هي بترافقك في كلّ مراحل حياتك. حا ورّيك الصورة وتقلّي ايه المناسبة إذا كنت فاكر أكيد حا تفتكر، ضروري حا تفتكر هي من سنة الـ 43 ودي مرحلة ثانية من مراحل كفاحك السياسي. فاكر الصورة دي؟ أنت تحت واحد بيرفع العلم

(00:17:54)
اللّبناني وأنت تحت هنا واقف ورا تحت البيرق. ج ـ هو أنا كنت برفع العلم اللّبناني وهمّ ماسكين العلم حتّى... لأنه كان ثقيل حتّى لا يوقع. نعم.

(00:18:43)
س ـ كان إيه المناسبة دي؟ كنتوا بترفعوا العلم بأي مناسبة؟ ج ـ العلم اللّبناني يا ستّي على أثر ما كنت في راشيا ورحت تا زور أهلي في صيدا واستقبلت من قِبَل أبناء المنطقة كلّهم وأنا الّي رفعت العلم اللّبناني الجديد الذي حلّ محلّ العلم الإفرنسي على سرايا صيدا. هذه هي المناسبة يعني أنزلنا العلم اللّبناني القديم الّي كان فيه أرزة على العلم الإفرنسي ووضعنا العلم اللّبناني الجديد الذي تبنّوه أيام الثورة. وهذا العلم الجديد كنت اتّفقت عليه بناءاً على رغبة رياض الصلح أنا وبيار الجميّل قبل الثورة يمكن بـ20 يوم أو بـ شهر.

(00:19:36)
س ـ أنتم الّي نقيتوا شكل البيرق؟ ج ـ نحن نقّينا شكل البيرق هذا وبقي عند بيار الجميّل، في أيام الثورة برَزه.

(00:19:48)
س ـ وهو دا البيرق الّي رفعتوه بالصورة الّي شفناها؟ ج ـ وهو دا البيرق وهو دا البيرق الحالي الذي يُرفع في لبنان.

(00:19:56)
عادل عسيران يرفض وزارة عرضتها عليه الحكومة الفرنسية دقيقتان وثلاث عشرة ثانية س ـ إحنا طبعاً انتقلنا من سنة الـ 36 إلى أحداث سنة الـ 43، 13 سنة مرّوا كنت كبرت وأكيد تلمّست يعني الواقع السياسي في لبنان وبقيت وزيراً أياميها سنة 43 مش

(00:19:56)
كدا؟ ج ـ لا أنا عُرض عليّ وزارة قبل الـ 43 من قِبَل الحكومة الإفرنسية. دُعيت كان "Bar" السيّد Bar، كان مندوب الحكومة الإفرنسية لدى الحكومة اللّبنانية، دُعيت لمقابلته، كنت في أملاكي بالقاسمية ونزلت بأوتوموبيل بيك أب على السرايا. كنت أنا سوق. طلعت لعنده قلتلّه: "نعم أمر إيش بتريد"؟ قال: "والله نحن دعيناك حابّين ندخّل دمّ جديد(للإدارة الإفرنسية) للإدارة اللّبنانية للجهاد السياسي. قلتلّه: وأيش يعني؟ قال: "أنك تكون وزير بوزارة الأستاذ ألفرد نقّاش". قلتلّه:"شو الوزارة الّي بدكم تعطوني إيّاها"؟ قال: "زراعة حياة قرويّة الخ" قلتلّه: "أنا عندي بأملاكي زراعة وشو ومنشان أيش أجي أعمل زراعة؟ أنا إذا كنت بدّي أقبل وزارة حتّى أخدم مصلحة بلدي وبعتقد انه بلادي فقيرة بالثقافة وبالعلم، إذا بتعطوني وزارة المعارف معها ما فيش مانع أمّا بلاها". قال: " روح بحاث الموضوع مع الفرد نقّاش". رحت عند الأستاذ ألفرد نقّاش وبحثت معه الموضوع قال الأستاذ ألفرد نقّاش: هيذي بدّهم يتمتّعوا فيها الروم". قلتلّه: "يا أستاذنا الكريم هيذي قضيّة تمتّع؟ في منطقة بحاجة أكثر من منطقة، لذلك نحن منطلب هيك". قال: "بكلّ أسف ما منقدر". قلتلّه: "أنا بكلّ أسف ما بقدر". ساعتها انسحبت أنا وجابوا واحد من أنسبائي اسمه الدكتور سهيل عسيران وضعوه مكاني في الوزارة.

(00:21:59)
س ـ في وزارة الزراعة؟ ج ـ أظنّ في وزارة الزراعة أو في وزارة الصحّة ما عدت اذكر تماماً.

(00:22:03)
س ـ طيّب أيمتى قبلت وزارة الـ 43 ج ـ أيمتى؟

(00:22:09)
عادل عسيران يشترك في الحكومة الإستقلالية الأولى برئاسة رياض الصلح دقيقتان وستّة وثلاثون ثانية

(00:22:09)
س ـ أيمتى قبلت الوزارة؟ يعني هي الوزارة رفضتك وأنت قبلتها؟ ج ـ في الحكومة الإستقلالية الأولى بعد ان انتصرنا بالإنتخابات وأراد دولة رياض الصلح ان يشكّل وزارة، دعاني لأن أشترك معه بالوزارة فاشتركت وأُعطيت وزارة التموين ووزارة اإقتصاد الوطني. وزارة التموين في هذاك الوقت كانت أهمّ وزارة في الدولة لأنه كان ال Turn over تبعها يعني الفلوس الّي كانت تدّي لها كانت عبارة عن نصف مليار ليرة وما كانت تخضع لأي رقابة أبداً.

(00:22:57)
س ـ بإيام الحرب؟ ج ـ بإيام الحرب ضلّيت بالوزارة مدّة عشر ة أشهر، وزارة الإقتصاد الوطني، وبذكر كان في مستشار فرنساوي ومستشار انكليزي.المستشار الإفرنسي الّي كان موجود بعد مدّة قصيرة، كتبتلّه مكتوب انا، قلتلّه الإدارة اللّبنانية بغنى عن خدماتك بيسوى تطلع على المفوّضية وهناك تمارس عملك إذا كان في الك لزوم، أمّا عندنا ما الك لزوم يلاّ حاج تبقى. وقتها نقموا عليّ الفرنساويّي كثير. أذكر كان في واحد اسمه Vedler مرّة من المرّات جاي لعندي ومعه كلب صغير. في عندي ولد اسمه محمّد، كان حاجب. بينفتح الباب بقلّي: "Vedler بدّه يشوفك بدّه يزورك". بفوت الكلب، وأنا بضرب على الطاولة: "لأ، محمّد مين هذا؟.

(00:23:55)
س ـ أنت ما بتحبّش الكلاب دولة الرئيس؟ ج ـ مش قصّة بحبّش الكلاب أو بحبّ الكلاب، هيذي مش قصّة غرام. هيذي قصّة آداب. نحن شرقيين ونحن عرب ونحن آدابنا بتمنعنا انه يكون الواحد معه كلب ويجي على صالون وزير. فات Vedler عملتلّه صرخة طويلة عريضة قلتلّه: "انت لازم تعرف انّك فايت هون على مكتب وزير وهيذي بقولولها قلّة أدب عنّا، بتطلع من هون. طلع، بعدين رجع بعثلي مكتوب يعتذر وبعدين كمان اجا مرّة ثانية يعتذر. قلتلّه: " ما بقبل أبداً شوف هل مظاهر تجري في مكتبي على الإطلاق، إذا كنتوا انتوا معوّدين على هل طرق نحن مش معوّدين عليه".

(00:24:45)
عادل عسيران يُعتقل في قلعة راشيا على أثر تعديل الدستور سبع دقائق وتسع عشرة ثانية س ـ طيّب لنترك الكلاب جانباً دي الوقت ولنرجع إلى أزمة الـ 43 أيام ما اعتُقِلَت الحكومة وحضرتك كنت واحد منها، كنت وزيراً فيها، اعتُقِلَت في راشيا ـ قلعة راشيّا. بتتذكّر

(00:24:45)
الظّروف الّي أدّت الى هذا الإعتقال؟ ج ـ يعني في سنة الـ 43 لمّا تشكّلت الحكومة وضعت برنامج وزاري. هذا البرنامج الوزاري يتضمّن تعديل الدستور وتحريره من المواد التي تعطي الإنتداب صلاحيّة التدخّل في الشّؤون اللّبنانية. بعد ان تقدّمنا بالبيان الوزاري وحصلنا على الثّقة وبدأنا نمارس الحكم، اجتمعنا مرّة في بيت الشيخ بشارة الخوري بدعوة منه وكان موجود Hellu المندوب العام. صار بحث بين Hellu وبين الشيخ بشارة وطلب منّا الشيخ بشارة نحن أن نكون كلّنا موحّدين، كان رياض الصلح وسليم تقلا وحبيب أبو شهلا وكميل شمعون. كنّا كلّنا محيطين فيه، ودار الكلام سجال ما بين الشيخ بشارة وما بين Hellu. قلّه الشيخ بشارة لـ Hellu قلّه: "أيمتى بتفكّروا انّكم تسلّمونا المصالح المشتركة"؟ يعني مصالح الجمارك باعتبار هذا المورد المالي الرئيسي في ذلك الحين. قلّه: "عندما تضعون معاهدة بيننا وبينكم بتنظّموا علاقاتنا". قلّه: "كيف ممكن ان نضع معاهدة معكم طالما ما في عندكم حكومة شرعيّة منبثقة من قِبَل الشعب الإفرنسي"؟ قلّه: "في حكومة Bushé قلّه: "هيذي مش حكومة شرعية هيذي حكومة فرضت نفسها". مّضينا السهرة بالأخذ والعطاء تبيّن ان Hellu ما عنده استعداد، الحكومة الإفرنسية ما عندها استعداد في ذلك الوقت انها تعطينا صلاحيّات. نحن ثاني يوم ثالث يوم شفنا انه لازم نقدّم مشروع تعديل الدستور. Hellu بعد هل حديث بينتع حاله وبروح علىElgé، بخبّر الجنرال ديغول، قعد هو ويّاه وبيتّفقوا على صيغة، طبعاً نحن ما عرفناها. ما بغيب طويلاً وبيرجع على مصر من مصر بخاطب المفوّضية العامة بقلّهم فيها انّه انا راجع بعد 24 ساعة، بتتّصلوا برئيس الجمهورية وبالحكومة اللّبنانية تبلّغوهم انه انا جايب في الحقيبة تبعي عروض سخيّة كثير من قِبَل الجنرال ديغول وبتأمّل انه ما يحصل تعديل الدستور قبل ما ارجع. طيّب، بيجي، حالاً بيبعثلنا الشيخ بشارة الخوري خبر انّه تفضّلوا مجلس وزراء طارىء. أنا كنت أوّل واحد بجي، قعدت وشفت مندوب الحكومة موجود عنده. بعد شي نصف ساعة تجمّعنا كلّنا. بيجي الشيخ بشارة بيعمل عرض للبرقية بقول انّه "Hellu راح على Elgé، شاف ديغول وبحث مع حكومة فرنسا الكبرى ورجع على مصر وبعثلنا مندوب المفوّضيّة وبيطلب منّا انّه نؤجّل تعديل الدستور، وفي حالة عدم قبولنا يحتفظوا لنفسهم بحقّ التّصرّف، يعني تهديد. قال الشيخ بشارة انّه قلّه انّه "نحن أداة التهديد ما منقبلها هنّ وضعوها بمذكّرة.بقى بهذا الوضع شو بتريدوا يا شباب"؟ أوّل ما بيتطلّع عليّ الشيخ بشارة - إعتقاداً منه اني أنا يمكن أكثر عنصر متطرّف - قول مرّة "آ"، قلتله: انا "رفض"، بنطّ للمير مجيد بقلّه "رفض"، بنطّ لكميل شمعون بقلّه: "رفض"، بنطّ لسليم تقلا بقلّه: "رفض"، بنطّ لحبيب ابو شهلا بقلّه: "رفض"، بنطّ لرياض الصلح كمان بيوميله براسه "رفض"، قال: "فإذن رفض رفض هلّق الساعة 4 بتشرّفوا على البيت لعندي منعمل تليفون لمندوب المفوّضيّة خلّيه يجي على البيت ومنبلّغه وبتكونوا انتوا بس موجودين بالبيت حتّى يظهر التّضامن الحكومي". صار مثل ما بدنا وتبلّغ وانتهى المشكل ونحن كنّا الظهر اتّفقنا فيما بيننا انّه استدعى رئيس المجلس يبلّغ المجلس حالاً بضرورة الإستعجال في تعيين جلسة لأجل تعديل الدستور. كان أظنّي نهار جمعة سبت ما كان ممكن عيّنوها الإثنين أو الثلاثاء ما بذكر بالضبط. نهار الإثنين أو الثلاثاء حصلت الجلسة بجوّ من الحماس الوطني المنقطع النّظير في ثلاث دقائق تعدّل الدستور وانتهى المشكل وخرجنا وقامت البلاد كمان في ثورة نفسيّة الها أوّل ما ألها آخر في مظاهرة.

على هـ الأثر.....راح شاف وزير العراق ما كان في سفارات راح شاف وزير مصر راح شاف كلّ هلّ شخصيّات بالوقت نفسه كان الجنرال سبيرز موجود هون ممثّل الحكومة البريطانية وهو الـ Laizon تبع الجيش، كان مصادف انه ملك بلجيكا أظنّ مدعو عنده على العشاء ومدعوHellu. بيحضر Hellu وبيحضر وبقلّه سبيرز لـ Catro بقلّه "عمّ يقال لي انه سيحصل حوادث ضدّ الحكومة، فأنا ما بشوف انه من الحكمة انه يحصل شيء، نحن في أيام حرب والجيش الإنكليزي بيضطرّ انّه يتّخذ اجراءات". قلّه "لا أنا بوعدك انّه ما ممكن يحصل شيء. خرجوا من العشاء وكان موجود بهل عشاء كمان حتى سليم تقلا وهو خبّرنا. خرجوا من العشاء وراح كلّ واحد في سبيله. نحن كنّا مجتمعين في مجلس وزراء وشاعرين بأنّه الجوّ محموم انّه لا بدّ ان يحصل شيء. بالنتيجة تفرّقنا، أنا موجود بيتي بعاليه، طلعت على عاليه ونمت بعاليه ومنتظرين شو ما حصل أهلاً وسهلاً فيه.

(00:31:56)
س ـ في بقى واحد كان طلّعك بكفالة ذكرته محسن بيضون، طلّعك بكفالة سنة الـ 36. ج ـ نعم.

س ـ خلّيته هو بقى يكمّل الحديث سنة الـ 43، ايه الّي حصل في تلك اللّيلة التاريخيّة بعد ما طلعت على عاليه وهو يكمّل الحديث: (00:32:04) (حديث بيضون)

(00:32:04)
محسن بيضون يُبلِّغ عادل عسيران خبر اعتقاله في راشيا أربع دقائق وستّة وثلاثون ثانية س ـ أستاذ بيضون، أنت الّي بلّغت للأستاذ عادل عسيران خبر اعتقاله في راشيا، عايزاك تقلّي أو الظروف والملابسات التي حصلت بالضبط في اللّيلة المشؤومة بقى نسمّيها اللّيلة ال

(00:32:17)
مشؤومة او المشهودة إذا سمحت تاخذها كدا من أوّلها حصل ايه بالضبط؟ ج ـ ليلة مشؤومة؟ لا، ربّما تكون بداية خير. بالواقع عم تسأليني سؤال فيما يتعلّق باعتقال صهري ابن عمّي عادل عسيران وكان بظنّ انه كان في ذلك الوقت وزير إقتصاد. بعد منتصف اللّيل حوالي الساعة الرابعة صباحاً أيقظوني من النوم وقالوا لي إنه في أحد الأشخاص يريد مواجهتك. خرجت ووجدت هناك مفوّض من الأمن العام ووجدت معه قوّة من الجنود السينيغاليين. سألته: "ماذا تريد ومن تكون"؟ قال لي: "أنا مفوّض بالأمن العام أريد بيت عادل بك عسيران. حالاً استدركت الموضوع وقلتلّه انه عادل بك عسيران يسكن في بيت في أوائل الطريق الّي أشرت اله للجهة الشمالية عوض ان أشير إليه للجهة الجنوبية.

(00:33:15)
س ـ يعني حاولت تضلّله عن الطريق؟ ج ـ في ذلك أخذ وقت إعطاء وقت للتمويه.

(00:34:06)
س ـ أنت حسّيت انه في شيء خطير؟ ج ـ حالاً انه هناك في أمر هام بالموضوع وبالواقع المفوّض أخذ القضيّة من الناحية الواقعية واتّجه هو والقوّة للجهة الشمالية. حالاً بادرت وباعتبار انه عادل كان يسكن في دار ملاصق لداري للجهة الجنوبية وذهبت لبيته وأيقظته من النوم وقلت له: "إنه هناك في مفوّض بالواقع في أمر توقيف". ما كان منه الاّ ابتسم وقال: "أهلاً وسهلاً أنا حاضر، وإذا كان بالفعل انه هذا الأمر الّي عمّ بتقوله تحقّق أعتقد انه هيذي بتكون بداية النهاية".

(00:34:09)
س ـ يعني يقصد ايه ببداية النهاية؟ أي نهاية؟ ج ـ أي بمعنى انه الواقع الجهة الحكومة الفرنسويي الّي موجودة انّه هذه بداية النهاية لعملهم، يعني إذا أقدموا على العمل كأنّهم بدأوا في نهاية عملهم.

(00:35:26)
س ـ نهاية الإنتداب يعني؟ ج ـ نهاية الإنتداب أو نهاية المهمّة الّي موكولين فيها وبالفعل بعدما أبلغته كلّفني ببعض الأمور، تركته وعدت إلى بيتي وأخذت الوقت شي 10ـ15 دقيقة ورجع المفوّض ومعه القوّة واستقبلهم على ما علمت استقبال رحّب فيهم ووضع نفسه تحت تصرّفهم بكل معنى الكلمة.

(00:35:56)
س ـ ونزل معاهم على راشيا؟ ج ـ ونزل معهم بالسيارة وما كان يعلم وين رايحين عرف انه راحوا على راشيا وهو بالطريق.

(00:36:02)
س ـ طيّب معروف تاريخياً انه الحكومة اعتُقِلَت 11 يوم في راشيا وكنت حضرتك من الناس الّي استقبلوهم في الوفد الرسمي او الشعبي، الرسمي والشعبي الّي استقبلهم يوم ما خرجوا من السجن. تقدر توصفلي بالضبط مشاعركم كانت ايه؟ الإستقبال دا كان شكله ايه؟ ج ـ الإستقبال كان لا يمكن ان يوصف باعتباره إستقبال وطني شعبي جماعي من مجموعة الفئات، الناس كلّها كانت مندفعة في سبيل لقياه، لقاء هل فئة التي كانت محجوزة في المعتقل.

(حديث عادل عسيران)

(00:36:40)
فترة اعتقال عادل عسيران في راشيا تسع دقائق وستّة وعشرون ثانية س ـ معاليك في هذه اللّيلة المشهودة يعني كويّس ادّولك فرصة تلبس هدومك، في ناس نزلوا حافيين. قعدت 11 يوم في راشيا محبوسين انت والحكومة، كنت وزير ايه اياميها

(00:36:40)
عادل بك؟ ج ـ إقتصاد وتموين.

(00:36:53)
س ـ اوصفلي بقى حالتكم جوّا السجن كانت شكلها إيه؟ ج ـ جوّا السجن ما ان وصلت الى السجن حتى وجدت انه بالسجن كان سليم تقلا وكميل شمعون. سليم تقلا قاعد بالتخت ويفكّر يقلّب عينيه لورا ويقلّبهم للعالي لحتّى يطلّع من دماغه شو ممكن يطلع. صار يقلّي: "لحقتنا رفض رفض حتّى وصّلتنا لراشيا، قعود لبعد الحرب".أنا صرت اضحك. كميل شمعون كان بقوامه بالقاووش الّي كنّا موجودين فيه كان يروح ويجي بهل قاووش وحاطط ايده بجيبته ويقول: "هل ديّوسين هوذي قرايبنا الإنكليز بكرة يمكن ما بحسّوش فينا لبعد 6 أشهر". حاصل انا بقيت ساكت. بعدين بقلّي سليم تقلا بقلّي: "شو باك نحن منحكي وانت ولا كلمة" قلتلّه: "بدكم منّي الحقيقة اعتقادي أنا انكم بتقعدوا هون من 8ـ10 أيام وبيرجع رئيس الجمهورية رئيس جمهورية ورئيس الوزارة رئيس وزارة وكل وزير بيرجع لوزارته". قال: "ما شاء الله وشو الّي بخلّيك تعتقد هيك؟". قلتلّه: "أنا سنة الـ 36 قمت بحركة بسيطة منشان موضوع لا يعدّ بشيء بالنسبة للعمل الوطني الّي قمنا فيه وفي منطقة معتبرة أخنع منطقة في العالم، أثرت الدّنيا أقمتها وأقعدتها ضدّ الإفرنسيين، فهل من المعقول رئيس جمهورية ورئيس وزارة ووزراء يحطّوا برنامج وطني من هذا النوع وبهل ضخامة وعدّلوا الدستور وفي قدّامهم عملية طويلة عريضة، استلام كلّ الصلاحيّات، معقول انه البلاد تسكت، مصر بدّها تثور والعراق بدّها تثور وسوريا بدّها تثور والحجاز بدّها تثور ولبنان بدّه يثور وكلّهم بدّهم يثوروا والفرنساويّي بدهم ينكسروا ويخضعوا للأمر الواقع".

(00:38:58)
س ـ طبعاً ربّما هو دا يمكن ربّما أوّل مرّة في التاريخ انه الحكومة بكامل هيئتها بما فيها رئيس الجمهورية تُعتقل. ج ـ صحيح صحيح

(00:39:10)
س ـ 11 يوم يعني حادث تاريخي. هل أنتم حسّيتم بنوع من الهزيمة وأنتم في السجن أو بالخوف أو كان عندكم يقين انه هناك مخرج هناك مخرج؟ ج ـ لا ما حسّينا.

(00:39:22)
س ـ حدّ كان خايف؟ ج ـ أعصاب كلّ واحد تختلف عن الثاني، في أشخاص ما يهمّنش وفي أشخاص يعني لا بدّ من انّه يتأثّروا.

(00:39:37)
س ـ يعني كان في نوع من الخوف؟ ج ـ عند البعض لا بدّ.

(00:39:42)
س ـ وأنتوا بالسجن كانوا بيسمحولكم تتّصلوا بحدّ من الخارج؟ صحافيين، ناس، قادة، سياسيين؟ ج ـ بالأصل لا بالأصل لا، ولكن بعد 3ـ4ـ5 أيام لمّا تفاقمت الحالة وظهر انه لا بدّ من خروجنا بدأوا يسرّبولنا جرايد وبدأوا يسرّبولنا أخبار وبدأ يوصلّنا كلّ شيء وعرفنا انه مكوثنا وخصوصاً انّه Kaysi اجا لهون وكان المفوّض السّامي البريطاني في مصر وبالوقت نفسه Catrou استدعي لهون منشان حلّ هل مشكلة وطالت العملية 11 يوم لحدّ ما حلّوها واستدعي الشيخ بشارة الخوري باللّيل لمقابلة Catrou، أخذوه بالسيارة وقابل Catrou وطلب منه Catrou بذكر أن يُقيل الحكومة ويبقى هو، رفض رفضاً باتاً أن يٌقيل الحكومة وأن يبقى. قلّه: "إمّا أذهب أنا والحكومة وإمّا أبقى وإيّاها". ما في شك انّه هذا كان عمل، التّاريخ بقدّره للشيخ بشارة الخوري على هل موقف الّي وقفه، كان موقف جريء وموقف تضامن مع حكومته وموقف ظهر فيه أمام البلاد بالمظهر الّي بليق بشخصه.

(00:41:07)
س ـ كان رئيس جمهورية وطني؟ ج ـ أيوا. س ـ على أي حال دا وجهة نظرك كوزير. كان محبوس بالسجن مع أعضاء الوزارة في واحد ثاني كان معاكم بالسجن هو الأستاذ شفيق ارنؤوط بيحكي الرواية.

(00:41:12)
ج ـ أرنؤوط ما كان معنا بالسجن.

(00:41:21)
س ـ بس كان في جزء ثاني كان في ناحية ثانية مش معكم في ذات البيت. ج ـ ما ليش علم.

(00:41:31)
س ـ هلّق بخبّرك القصّة. نحن طلبنا منه يقول لنا القصّة بخبّرك إيّاها. ج ـ بس في القصة الماضية الأستاذ شفيق

(حديث أرنؤوط)

(00:41:39)
س ـ أيّام الحكومة اللّبنانية سُجنت في راشيا 11 يوم كنت موجود أنت في السجن أيامها؟ ج ـ نعم.

(00:41:45)
س ـ كنت معاهم ولاّ في منطقة ثانية؟ ج ـ كنت قبلاً في المعتقل كان مضى على وجودي تقريباً سنة، سنة 1942 ثمّ في تشرين اعتُقلت الحكومة اللّبنانية وكان رئيسها المرحوم رياض الصلح ورئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري فدخلوا الى هناك، دخل كلّ منهم بمفرده وأذكر في ما أذكر ان الرئيس المرحوم عبد الحميد كرامي دخل بحالة يرثى لها، فقد كان حافياً على ما أذكر وقد التفّ بمئزر وبكوفيّة على رأسه لأن جنود الإنتداب وقتئذٍ استعملوا معه الشدّة وأخرجوه من بيته في مرياطة فوق طرابلس وهي قريته ومزرعته هناك. س ـ أستاذ شفيق، أعتقد انّك كنت وأنت في السجن كنت بتهّرب أخبار يعني الأخبار تتسلّل من الزنزانة الّي أنت فيها إلى زنزانة بعض الشخصيّات السياسية بطرق كدا ما

(00:42:30)
حدّش يعرفها. كنت ازّاي بتهرّب الأخبار؟ ج ـ طبعاً هنا كلمة تهريب يجب ان توضع بين هلالين.

(00:42:48)
س ـ ايه مفهوم. ج ـ أمّا قضيّة إيصال هذه الأخبار فقد كانت تصلنا بواسطة السجّان ايضاً النشرات والأخبار التي تحدث في بيروت وفي المدن اللّبنانية الأخرى فكنت ألخّصها وأضعها في وريقة ثمّ أضعها في علبة سجاير وأرسلها إلى الرئيس المرحوم رياض الصلح.

(00:43:10)
س ـ مين كان بيوصّلها؟ ج ـ بواسطة السجّان أيضاً. كان هناك سجّانون فرنسيون ولبنانيون من الشرطة وكما قلت الألفة تجعل الصلة بين السجّان والسجين متّصلة ومعقولة يستطيعان ان يتعاونا في بعض الأحيان.

(00:43:27)
س ـ ايه كنت بتدّيهم عشان يوصلوا الرسالة لرياض الصلح؟ ج ـ أشياء بسيطة كهدايا بسيطة يمكن ان تُهدى في أي ظرف لأي إنسان.

(00:43:35)
س ـ زي ايه كدا؟ ج ـ علبة سجاير أو بعض المأكولات أو بعض الأشياء التي لا أهميّة لها.

(00:43:44)
س ـ ما قلتليش أستاذ أرنؤوط انت كنت بتعمل ايه في السجن في راشيا؟ سُجنت ليه؟ ج ـ والله بتعرفي في زمن الحرب هناك تهمة شائعة هي النشاط ضدّ الحلفاء Activité Contre Allié، فكلّ شخص كان يقوم بنشاط عام في سبيل تحرير بلاده يشترك في المظاهرات أو في بعض كتابات أو أشياء أخرى من هذا القبيل كانت التّهمة الشائعة العامة التي لا تستطيع ان تقود صاحبها الى المحكمة العسكرية فالحكم العسكري هي نشاط ضدّ الحلفاء. كانت التّهمة الوحيدة العامة التي يمكن ان يُعتقل بها إنسان عند دخول جيوش أجنبية محتلّة.

(00:44:23)
س ـ والنشاط ضدّ الحلفاء بيشمل أي حاجة في الدنيا يعني أي شيء؟ ج ـ يعني حين لا يكون هناك قانون وإنما يكون هناك كبت حريّات فالموضوع متعلّق بالمحتلّ نفسه هو الذي يفسّر القانون وهو الذي يضع الناس ويجعلهم أحراراً وغير أحرار.

(حديث عادل عسيران)

(00:44:50)
س ـ مين ما سجنش في راشيا؟ ج ـ حبيب ابي شهلا والمير مجيد أرسلان.

(00:44:56)
س ـ في صورة لهم هنا في بشامون والمير لابس حاجات غريبة جداً. أظنّ حاطت مش عارفة ايه؟ أيه اللّبس الّي لابسه المير دا؟ ج ـ كفيّة وعقال وجزمة وحامل سيف.

(00:45:11)
س ـ وحبيب أبو شهلا على اليمين. ج ـ حبيب أبو شهلا على الجهة وسليم تقلا.

(00:45:19)
س ـ وحضرتك في الوسط. ج ـ دي الصورة على أثر ما رجعنا من راشيا طلب منّا الشيخ بشارة الخوري، تكريماً للمير مجيد وحبيب أبو شهلا انّا نطلع أنا وسليم تقلا ونجيبهم وهذا الموقف موقف خطابي، كنت أخطب في الجماهير أشكرهم على المواقف التي وقفوها والجهود التي بذلوها وأقدّر المير مجيد وحبيب ابي شهلا.

(00:44:47)
س ـ طيّب ليه ما انحبسوش معاكم المير مجيد وحبيب أبي شهلا؟ ايه الظروف الّي خلّتهم همّ بالذات لم يقبض عليهم؟ ج ـ هيذي الفرنساويّي بيقدروا يجاوبوا عليها مش انا. ما اعرفش.

(00:46:06)
خطاب عادل عسيران في دير القمر سنة الـ 52 ونظرته إلى مستقبل لبنان عشر دقائق وأربعون ثانية

(00:46:06)
س ـ منقول عادل بك عسيران دولة الرئيس في حياتك السياسية في دائماً مواقف خطابية يعني الخطابة هي عنوانك الأوّل. ج ـ نعم نعم س ـ سنة الـ 52 نحن مشينا مع الزمن دي الوقت انتقلنا من 43 الى 52 يقال انّك ألقيت خطاب في دير القمر في ظروف معيّنة كان له بردو صدى تاريخي؟

(00:46:18)
ج ـ نعم. ربما.

(00:46:33)
س ـ تذكر قلت فيه ايه؟ وكان ايه ملابسات؟ ج ـ أنا ما بحفظش خطبي.

(00:46:39)
س ـ بتلقيها؟ ج ـ إما برتجلها أو بكتبها وهذا الخطاب الّي ألقيته كان مكتوب مش مرتجل.

(00:46:47)
س ـ آ أنا شفته بس كنت فاكراك حافظه؟ ج ـ يا ريت.

(00:46:51)
س ـ طيّب إيه الملابسات الّي خلّتك تخطب يومها في الـ 52؟ ج ـ والله في الـ52 انقسمت البلاد على بعضها الى معسكرين معسكر يرى في الحكم القائم غير ما كان يتمنّاه ومعسكر ثاني يرى ان الحياة الإستقلالية يجب ان تسير على الطريق التي تؤدّي إلى خير البلاد ونجاحها. وتأزّمت البلاد إقتصادياّ وسياسياً فعملنا إجتماع في دير القمر وأبدينا وجهة نظر الفريق الناقم وكنت أنا من بين هؤلاء الخطباء.

(00:47:40)
س ـ أنت قلت كلام خطير قوي في الخطاب دا لذلك ان انا شكّيت في انني ممكن أقول في بعض مقاطع يعني كان في اتّهامات خطيرة للحكم. ج ـ على كل حال دا تاريخ ماضي. س ـ ما إحنا في سهرة مع الماضي نحن ما منتكلّمش عن الحاضر.

(00:47:54)
ج ـ يعني ما قلته هو ما كنت مقتنع فيه في ذلك الحين قلت عن اقتناع وكنت مقتنع ايضاً بأن الأمور تسير على غير، يجب ان تسير على غير ما سارت عليه. يعني نحن عندما استقلّت بلادنا كان تفكيري انا انه نحن في بلد زيّ لبنان يجب ان ننشىء إدارة حكومية مثالية تتجلّى فيها الكفاءة ويجب ان يطبّق فيها القانون تطبيق صحيح ونتجنّب المآسي والمحسوبيات والمداخلات المشبوهة الّي كانت تحصل في البلدان الثانية الّتي مرّت في حياتها الإستقلالية بظروف مشابهة للظروف الّتي مررنا فيها ولكن ما طلع حساب الحقل على حساب البيدر بكل أسف. مررنا بظروف قاسية وما نزال نمرّ بظروف قاسية لأنه إدارتنا الحكومية كان يجب أن تكون أحسن مما هي عليه الآن بكثير لأن الإدارة الحكومية هي المثل الأعلى والأنموذج الصحيح لعنوان البلاد الإستقلالية. س ـ في الواقع الواحد لمّا بيستعيد تاريخ لبنان في الـ 25 أو الـ 30 سنة الّي فاتت بيجد ان كلّ الأزمات منبعها واحد ومطالب كلّ الزعماء هي ذات المطالب وبكرّروها على مرّ الأيام ثمّ تعود الأزمات ويكرّروا نفس المطالب ولكن ما فيش نتيجة.

(00:49:36)
ج ـ شوفي يا ستّي، بالواقع انّ كلّ الأزمات مصدرها إقتصادي بالدرجة الأولى. العالم كلّه والمطالب دائماً تكون مطالب إصلاحية. هذه المطالب الإصلاحية

إذا تحقّقت ما بعود في مجال لثورات يكون في مجال لطلب المزيد من الإصلاحات ومن تقدّم، فنحن ما زاولنا بعد في الوقت الحاضر عالجنا الأمور في الصميم ما نحرنا الموضوع نحر، بحثناه جانبياً وأرضينا شهواتنا أكثر مما أرضينا مصلحة الوطن، بإرضائنا شهواتنا استمرّت الأزمات كلّ مدّة تتفاقم كلّ مدّة تتفاقم والآن لن تنتهي الأزمات ما لم يعمل عملاً جذرياً، هذا العمل الجذري يجب ان ينال كلّ شخص يستحقّ ان يمارسه إن كان بالإبعاد يجب ان يُبعَد وإن كان رجل كفوء يجب أن يوضع بالمحلّ الصالح وإن كان بالإدارة يجب أن يوضع لها الأشخاص الكافيين ما بكون ثوبها فضفاض أكثر من اللاّزم. بعدين الحياة الإنمائية بتحتاج إلى جهد بالبلد الّي بيتكاثروا سكانه وبيتعلّموا أبناؤه بيحتاج لأنه الإنماء يتمشّى مع الرقيّ. نحن إنماؤنا ما تمشّى مع الرقيّ لأنه ما وُضع مخطّط عامّ لو وُضع مخطّط عامّ من الأساس كان إنماؤنا مشي مع الرقيّ، عم ينعمل أعمال متقطّعة هذه الأعمال المتقطّعة عمّ بتفيد البلاد كثير من الفوائد ولكنّها ما عمّ تأتي بالنتيجة المطلوبة، والآن إن لم يوضع مخطّط صحيح وبرنامج صحيح ويموّل تمويل صحيح ويتمشّى عليه بالرغم من تغيير الحكومات ما في سبيل لأنه لبنان ينتهي من الأزمات مهما عالجنا من الأزمات في الوقت الحاضر.

(00:52:31)
س ـ طيّب دولة الرئيس حيث انك نقلتنا من الماضي إلى الحاضر بجرّة قلم بتسمحلي انّي أنتقل إلى الحاضر وأبقى صحافيّة لمدّة دقيقتين في آخر البرنامج؟ ج ـ ساعتين.

(00:52:03)
س ـ دقيقتين فقط وقت التلفزيون من ذهب. حضرتك حضرت مجلس الوزراء النهار دا في جلسة خاصة مفروض انها نقول تاريخية بردو حيث انه في أزمة. هل اتخذت قرارات مهمّة حاسمة؟ ج ـ قد اتُّخذ قرار مهم أمس في مجلس النواب واتُّخذ اليوم قرار ثاني بالإضافة إلى القرار الأوّل بأنّ الجيش اللّبناني يجب ان يقوّى بكلّ ما عند الدولة من إمكانيّات، لا يجب ان يُكتفى بمساعدة المنكوبين الذين نزحوا، وهؤلاء الّذين نزحوا في نظرنا يجب ان يُشجّعوا على الرجوع ويُعطوا كلّ المساعدات إذا قَبِلوا بالرجوع ويجب ان يقبلوا وإن لم يقبلوا بالرجوع يجب ان يُحرموا من المساعدات ايضاً. هذه كانت وجهة النّظر السائدة اليوم في مجلس الوزراء.

(00:53:50)
س ـ همّ أكيد ما فيش حدّ بيترك أرضه بلا سبب لكن على ما أعتقد وحسب ما قرأنا انّهم بيطلبوا الحماية فقط نوع من الحماية. ج ـ الحماية يطلبونها ولكن مهما كانت الضحايا فلا يجوز للإنسان ان يهرب ويترك أرضه لأنه الأرض معادلة للحياة والوطن هو الأرض في الدرجة الأولى فإذا تركوا أرضهم بمعنى انه أخلوا وطنهم وعاشوا بلا وطن. ما هي حصيلة القتلى الّي حصلت؟ قدّيش 20ـ 30ـ 50؟ ما هي أهميّة أن يُقتل 50 قتيل من شعب يؤلّف ثلاث أربعماية الف نسمة بينما قُتل في المانيا في أيام الحرب 3 ملايين نسمة وقتل يمكن بروسيا أكثر منهم وقتل ببريطانيا أكثر منهم وقتل بفرنسا أكثر منهم وقتل ببولونيا مثلهم أو أكثر منهم. فنحن إذا كنا شعب بدّه يكون عندنا وطنيّة صحيحة وصدق مع أنفسنا يجب ان لا نهتمّ بالموت، طلب الحماية هو حقّ مشروع ويجب ان توفّره الحكومة للأهالي والحكومة قصّرت بعدم توفيره أقول ذلك على مسمع الناس كلّهم. بحثت هذا الموضوع منذ سنة الـ 61 وبحثته عدّة مرّات هذه السنة وقدّمت مشروع خدمة العلم من أكثر من سنة ولكن بيظهر انه في فريق من اللّبنانيين ما بيؤمنوا بخدمة العلم. ولا بيؤمنوا بالحفاظ على الوطن ولا بيؤمنوا إلاّ بأن يكون لبنان باريس الشرق، نحن بهمّنا ان يكون لبنان باريس الشرق بشرط انه يقدر انه يدافع عن نفسه يقدر انه يحمي أرضه يقدر انه يحافظ على أبناؤه يقدر انه يكون عنده حَميّة وغيرة على بلده وعلى وطنه العربي. س ـ نرجو ان هذا الكلام الموجّه من زعيم من زعماء الجنوب عادل بك عسيران إلى أهل الجنوب النازحين إلى الشمال أن يصل إلى آذانهم عبر الأثير ونرجو ان الكلام المنقول بناءاً عن ما جرى في مجلس الوزراء الصلاحيين ان يصل ايضاً إلى مسمع المسؤولين ونتركه الآن يعود مرّة ثانية على ما أعتقد إلى جلسة سريّة في مجلس النواب.

(00:56:08)
ج ـ شكراً.



Alternative audio formats: adel-osseiran.ogg - adel-osseiran.flac

American University of Beirut © CAMES, 2007


Last modified: Thu Mar 22 14:58:33 2007