الأمير فريد شهاب

The Emir Farid Chehab

1908 - 1985


Born in Hadeth, Mount Lebanon approx. 28 February 1908 (dates on birth certificates vary between 1905 and 1911) to the Emira Maryam Chehab (granddaughter of the last ruler of Lebanon, Emir Bashir III) and to Emir Hares Sayyed Ahmad Chehab (Honorary member of the Turkish Parliament). Graduated from the Faculty of Law, Saint Joseph University in 1930. That same year, enrolled in the French Police in Lebanon and rose through the ranks to become Head of the Counter Espionage Section and the Anti Communism Section. Accused of alleged covert activities in favour of Hitler's Germany, he was jailed in February 1941 until October 1943; released on the personal request of newly elected President Bechara el Khoury, Emir Farid was reinstated in his former position with all charges against him dropped. From 1944 to 1948, he held the successive posts of: liaison officer between the Palestinian Directorate of Police and the Lebanese Security Forces; director General of the Judicial Police and Governor of the Beqaa Valley. In January 1948, he was appointed Director of General Security and quickly preceded to the reorganisation of its departments and upgrading of its procedures. In April 1950, appointed to lead the Anti-Communism Section. In 1957, he was elected Vice President of Interpol. In 1958, following civil unrest in Lebanon, he resigned from his post, and six months later was appointed Ambassador to Ghana, Nigeria, and Cameroon; in 1960, he was accredited to Tunisia and in 1966 to Cyprus. He retired in 1969 and returned to Lebanon. He was married to Yolande Nakad; two children, born in 1953 and 1957. He died in Beirut on February 5th, 1985.

(Courtesy of Youmna [Chehab] Asseily and Middle East Centre Archive, St Antony's College, Oxford)

(The text below is a transcription of an audio interview. Times in parentheses denote the approximate position of the text in the audio stream.)


مقابلة مع

الأمير فريد شهاب

مدير الأمن العام اللبناني السابق

تجريها ليلى رستم
في برنامج
سهرة مع الماضي

(Start audio part 1: MP3)

تحقيق

قسم التّاريخ الشّفهي _ دراسات الشرق الأوسط

الجامعة الأميركيّة

مقدمة: عمله في سلك البريد ودخوله سلك الشرطة: (00:00:00)
(أربع دقائق وثلاث وعشرون ثانية)

ليس لنا الليلة مع الماضي البعيد موعد بل مع الماضي القريب موعد. نسهر مع بعض الليلة مع رجل رافق مديرية الأمن العام ربما لفترة أطول من أي مدير للأمن العام وهو أيضاً سفير للبنان في عدة دول إفريقية وغير إفريقية. ولكن لنبدأ حياته من الأول. في هذه الصورة، يرجع تاريخ هذه الصورة لسنة 1930 في دائرة الشرطة في بيروت أيام الإنتداب الفرنسي، وبين رجال الشرطة، يظهر بينهم الأمير فريد شهاب وهو ضيفنا اليوم في "سهرة مع الماضي".

س- الأمير فريد أهلا بك في سهرة مع الماضي، الصورة التي رأيناها منذ قليل كانت لك في جولتك الأولى مع الشرطة، أليس كذلك؟ (00:00:52)

ج- نعم، هذه أول ما دخلت للشرطة كان يُحتّم علينا ان نتخرّج من مدرسة البوليس. هذه في مدرسة البوليس. مدير الشرطة، الظاهر في الوسط: أحمد بك البرجاوي وكان من خيرة المدراء ومدير المدرسة الـcommissaire فارس. ونحن درسنا 6 أشهر فيها حتى نلنا شهادتين: شهادة علم البصمات وشهادة المدرسة البوليسية.

س- قيل لي انّك زوّرت في عمرك، كبّرت نفسك 6 سنوات. (00:01:47)

ج- هذا حقيقي لأني...

س- لماذا؟ لتدخل الشرطة؟ أو قبل الشرطة؟ (00:01:53)

ج- لا، قبل الشرطة. انا دخلت الحكومة ابن 15 سنة. لهذا السبب، كان يجب أن يكون عمري 21 سنة، فطلبت من المحكمة تصحيح العمر وجلبت شاهدين اثنين، زور طبعاً...

س- اسمه تصحيح العمر (تضحك)؟ (00:02:17)

ج – اسمه تصحيح عمر، نعم (يضحك) زدت عمري 6 سنوات.

س – الم تنزله بعد ذلك في المستقبل؟ (00:02:22)

ج- لا بالعكس، لأن الذين يرونني ويسمعون عني ويسمعون انني متقاعد يقولون لي ما زلت شاب خصوصاً السيدات

س- كنت سأقول ذلك (تضحك) (00:02:34)

ج- (يضحك) تسلمي.

س- (تضحك) كنت سأقول متقاعد كيف وأنت ما زلت شاب صغير. لكنه قيل لي انك مزوّر عمرك ومكبّر نفسك في السن 6 سنوات. (00:02:36)

ج- صحيح، لأن هناك كثير من الناس صحّحوا عمرهم لكن انا كان قصدي أن أحال على التقاعد وأنا أمشي بدون عكّازات. الحمدلله ما زلنا بدون العكّازات.

س- طيب، بعد دخولك سلك الشرطة كنت... (00:02:57)

ج- كنت أولاً في البريد، وكان هوس، تعلّمت المخابرة التليغرافية، كنت أهواها، وأتيت الى بيروت الى مصلحة التوارد البريدية. بعد ذلك بسنة، كنت خبيراً في الحسابات فأخذوني الى محاسبة الـ post of télégraph وفي السنة التالية أصبحت رئيس مكتب مفوضة البلدية البريدية لمعاملات النقد. وبقيت لأوّل الثلاثين. أول الثلاثين نجحت في إمتحان كي أذهب الى باريس وأتخرّج من مدرسة الـ poste of télégraph العليا. كان هناك مستشاراً فرنسياً اسمه Philippe Cavalier تخرّج من المدرسة عينها، خاف واعتقد انه إذا تخرّج لبناني من المدرسة عينها فسيستغنون عنه. أسمعني كثير من الكلام وانا كنت ولداً لا أتحمّل "الحرتقة" حتى مرة اختلفت معه وسبّيته وتركت. في اليوم التالي قرأت بالـjournal أن هناك امتحاناً لمفوّضيّة الشرطة، دخلت الإمتحان وكنت الأول فيه ودخلت الشرطة اول سنة الثلاثين.

ملاحقة نوادي القمار: (00:04:23) (ستّ دقائق وثانية واحدة)

س- قيل أنه طُلِب منك ملاحقة نوادي القمار. يعني كان هذا تخصّصك في أول حياتك أليس كذلك؟ (00:04:23)

ج- نعم.

س- وكان لك مغامرات مروّعة، طبعاً ملاحقة نوادي القمار السرّيّة فالقمار لم يكن مسموحاً في ذلك الوقت. (00:04:36)

ج- هذا حقيقي، انا دخلت سكرتير رئيس مديرية العدل ومنه تعيّنت رئيس غرفة التحرّي الأمني ومن ثم أتى المفوض السامي الكونت دو ماركي وطلب من مدير الأمن العام قطع المقامرة السرية لأنها كانت منتشرة بصورة فاضحة ومع الأسف لم يكن من أحد يعمل جهداً فيها لأسباب معروفة. فقال له: عندي شخص أمين تستطيع أن تسلّمه المهمة وذمّته طيبة.

س- وكنت ما تزال شاباً صغيراً و.... (00:05:33)

ج- كنت شاباً صغيراً ومغامراً.

س- طيب، هل لك حوادث مميّزة تذكرها؟ حوادث خطيرة استعملت فيها مسدّسات وأطلقت الرصاص؟ (00:05:39)

ج- هناك قليل من الحوادث، نعم.

س- ماذا كانت حادثة الـParisienne بالضبط؟ سمعت عنها. (00:05:46)

ج- هذه حادثة بسيطة، الـ Parisiana ،كان هناك حادثتين أو أربع، حوادث كثيرة. في الـ Parisiana جاءني معلومة انهم يلعبون في النهار. وكنت مارّاً من أمام الـ Parisiana فقررت أن اصعد وأتفرّج وأرى ان كانت المعلومات صحيحة ام لا. صعدت فرأيتهم مجتمعين على طاولة البليارد حوالي 50 رجل ويلعبون. وضعت يدي على الطاولة فاعتقدوا انّني أريد ورقاً وبكرة فأعطاني ورق أمسكت الورق وأمسكت البكرة وبعد ذلك ماذا أفعل بالـ 50 - 60 واحد؟

س- وانت دخلت وحدك (00:06:29)

ج- وحدي.

س- كنت مسلّح أم لا؟ (00:06:31)

ج- مسلّح لكن لم يكن من داع. هم اعتقدوا أنّ معي قوة كبيرة في الخارج وأنا لا أريد أن أفضح نفسي انّني وحدي. وكان في الزاوية حبال، حملت حبلاً وربطتهم كلهم، الـ 50 رجل واخذتهم وأنزلتهم إلى ساحة البرج لدائرة البوليس قريبة.

س- ربطت 50 واحد وانت وحدك؟ (00:06:56)

ج- وانا وحدي.

س- لكن طبعاً أبرزت هويتك. (00:07:00)

ج- طبعاً، عندما وضعت يدي علموا...

س- متى تنكّرت بزيّ عراقي حتى تقدر أن... (00:07:06)

ج- كان هناك مركز للقمار على طريق النهر، وكان من الصعب جداً القبض عليه لأنه في الطابق الثالث وعلى كل جزء من السلالم حارس، وحراس تحت. فلبست زي عراقي لأن العراقيين كانوا مرغوبين يصرفون وكرماء. ووضعت 3-4 فرق بوليس مختبئين في الخارج معي، حتى عندما اصل على الباب في الطابق الثالث يكونون هم دخلوا، تكون كل فرقة وصلت للطابق الأسفل. وصلت وهم فرحوا، كنت قبل ذلك قد ارسلت أحداً وضعته في الأوتيل في الأسفل وقلت له: تصرف ولا تقول شيئاً ابداً، تصرف وتتكارم. كلهم اعطيتهم مالاً من جيبي. في اليوم التالي أتى يقول لي: "طلبوا مني ان أصعد وألعب". قلت له: تصعد وتلعب. يوم يومين ثلاثة يصعد يلعب ويخسر. عندما حان الوقت قلت له: لما ادخل من الباب تكون انت جالساً جنب الذي يوزّع الورق عندما افتح الباب تلتقط الورق، لأننا ملزمين أن نلتقط الورق والنقود والا المحاكم لا تحكم. صعدت انا فبدأوا يتعازمونني ويتغامزون بين بعضهم ان هذا زبون نجم كما يقولون. وصلت الى الباب وهذا كان نعيم الخوري، نعيم الخوري من اكبر قبضايات لبنان المعروفين، مشهورين. وصلت وعلى الباب قلت: ارفعوا ايديكم. هم تسابقوا على الورق كان هو خطفه. في الوقت نفسه صعد البقية، أمسكنا يومها حوالي 150 واحد وأنزلناهم.

س- هل فعلاً الحملة ضد نوادي القمار في ذلك الوقت... هل استطعت فعلاً ان توقف القمار؟ (00:09:21)

ج- اوقفتها كلها، وكلهم أصبحوا في المحاكم. لكن العاقبة كانت سيئة عليّ لأن طبعاً القمار كان له تأثير على السياسة وعلى أثر هذا الموضوع نُفيت سنتين في صيدا.

س- أثر نجاحك في حملة ضد القمار؟ (00:09:51)

ج- نعم.

س- نُقلت إلى صيدا؟ (00:09:55)

ج- نُفيت.

س- نفيت؟ (00:09:57)

ج- نعم، نفي، يعني اقامة جبرية. دون عمل.

س – بقيت كم سنة في صيدا؟ (00:10:04)

ج- بقيت لغاية 2 septembre عندما أعلنوا الحرب. طلبوني رأساً للأمن العام الفرنسي، الأمن العام كان وقتئذ فرنسي على كل الأحوال، الأمن العام للجندية الفرنسية.

تعيينه محافظاً لزحلة ثم مديراً للأمن العام (00:10:24) (أربع دقائق وسبع وخمسون ثانية)

س- هناك صورة لك أخذناها من الألبوم سعادة الأمير.... أيام زحلة. أتذكر أيام زحلة؟ أي سنة؟ سنة 47-48؟ (00:10:24)

ج- نعم، انا كنت محافظ يومها، نعم.

س- وانت هنا الثاني من الشمال وهناك أظن أنور الحكيم؟ (00:10:40)

ج- نعم كان رئيس محكمة.

س- ايامها كان الزحلاويون معلنين ان اي محافظ يأتي عندنا سنقتله. (00:10:51)

ج- هذا يا ستّي يومها جرت مناوشات ما بين أهل زحلة والجيش وقُتل شاب من عائلات زحلة الكريمة أبوه كان وزير كبير وقامت حملة على الحكومة التزمت الحكومة تسحب المحافظ والجيش وشُلّت الحركة يعني أصبحت الحكومة غائبة. كنت نائماً في البيت الساعة 1 يأتيني تليفون من القصر يقولون لي: "احضر حالاً مجلس الوزراء ينتظرك"، كان المرحوم الرئيس الشيخ بشارة قال لي: "فريد، عيّنّاك محافظ في زحلة، تأخذ معك كم تريد من الجيش او العسكر، كل ما تطلبه تأخذه". قلت له: طيب. أنا دائماً أطيع الأوامر، في اليوم التالي توقعت ان الجيش والجندرما الدرك كلهم لم يستطيعوا فعل شيء مع الزحلاويين فأردت أن أحاول حلّ المسألة شخصياً. عندي سيارة راكبَيْن ركبتها وذهبت. كانوا مجتمعين ومقرّرين ان أي محافظ يأتي سيقتلونه وفعلا كانوا يقدرون على ذلك. عندما وصلت، عند الزحالوة عزّة نفس قالوا: "كيف نقتل رجلاً آتينا أعزلاً وحده؟ غير معقول". وصلت السرايا ولا أحد يقول لي: "نهارك سعيد"، لم يكن غير الـ garçon خاصتي يكلّمني وفي اليوم التالي بعض الموظّفين، وقاطعوني. لكنهم طيبون وانا طيب، بعد شهرين أو ثلاثة عادوا وتصالحوا مع الحكومة وحلّت المسألة ولما حان الوقت أن اترك، لأنني طلبت أن اترك فهذه لم تكن وظيفتي، أرسلت إليهم وقلت لهم. كتبوا تلغرافات وحاولوا كتيراً أن ابقى ولكن مع الأسف لم ...

س- يعني فقط لفترة محدّدة لظروف معينة... (00:13:17)

ج- لظرف معيّن ولكن لفترة غير محددة لأنه لم يكن متوقعاً ان نتصالح معهم بسرعة.

س- يعني انا أرى انك توضَع دائماً في المواقف المحرجة والمآزق حتى تحلّها في جميع مراحل حياتك (تضحك) (00:13:28)

ج- هذا من حظي (يضحك)

س- لكن هذه المرة بعد ان حلّيت المشكلة في زحلة وصالحت الحكومة والأهالي... (00:13:41)

ج- تعيّنت مدير عام للأمن العام.

س- بعدها أصبحت مدير عام. (00:13:49)

ج- نعم.

س- وبقيت 9 سنوات؟ 10 سنوات؟ (00:13:51)

ج- 10 سنوات، لآخر سنة 58.

س- في ذاك الوقت، الأمير فريد، هناك شخص كان رئيس تحرير جريدة إنماء الوطن وما زال رئيس تحرير جريدة إنماء الوطن ، كان بينه وبينكم خلاف ثم أصبحتم على ما أظن أصدقاء. (00:13:57)

ج- لم يكن خلاف بكل معنى الكلمة. كان هناك عندها، كان هناك مشروع لضمّ الأمن العام للشرطة وهذا مشروع سياسة داخلية انا كنت مؤمن انه مشروع خاطئ. وهو كان من الجهة التي تؤيّد هذا المشروع.

س- ضمّ الأمن العام للشرطة؟ (00:14:40)

ج- نعم، وانا حاربت المشروع وهو طبعاً في جريدته كان يدافع عن المشروع، ودفاعه عن المشروع يُعدّ محاربة لكن انا أجلّه اعتبره من الصحافيين القديرين ومن اللبنانيين الحقّ او "القحّ" كما يقولون عندنا بالعربي.

س- نحن ذهبنا إليه فعلاً لنعرف القصة منه وطلبنا منه ان يحكيها لنا، قصة الخلاف الذي أصبح فيما بعد صداقة بينكم ...نسمعها . (00:15:10)

حديث مع الأستاذ رالف رياشي عن الأمير فريد شهاب: (00:15:21) (ثلاث دقائق وإحدى وخمسون ثانية)

س- أستاذ رالف رياشي يُقال انك كصحفي كان لك لن نقول عداءات ولكن نستطيع ان نقول سوء تفاهم او عدم اتفاق في وجهات النظر مع الأمير فريد شهاب عندما كان مدير الأمن العام. ما كان سبب هذا الاختلاف الذي تحوّل فيما بعد الى صداقة؟ كان اختلاف في وجهات نظر صحافية أم سياسية ام ماذا؟(00:15:21)

ج- في الواقع، الخلاف بيني وبين الأمير فريد شهاب الذي مارس صلاحيات على رأس مديرية الأمن العام وانا في ذلك العهد وهو العهد الإستقلالي الأول كنت اعتبر أن لي وضع خاص يفرض علي مسؤوليات خاصة. من هذه الزاوية كان هناك تفاوت في بعض قضايا إدارية غير لبنانية بيني وبين الأمير فريد شهاب اضطرّتني لإنتقاده في جريدتي لتصحيح أوضاع كنت انا مؤمن انها للمصلحة العامة وإن كانت إدارية ضيقة.

س- إذن الإختلاف كان حول مسائل إدارية فقط. طيب انت عاصرته وتعرفه منذ كم سنة، الأمير فريد شهاب؟ (00:16:41)

ج- عرفت الأمير فريد شهاب عن قرب من يوم تسلّمه مديرية الأمن العام. كنت اعرفه معرفة مبدئية كنت عندي معلومات، فكرة عن الرجل ثم لما أتى مديراً للأمن العام عرفته أكتر من خلال تصرفاته، من خلال إدارته للشؤون، وسهره على مصلحة البلاد.

س- يُقال انه كان مدير أمن صارم جداً جداًً، في منتهى الصرامة يعني. هل لمست هذه الصرامة في بعض تصرفاته؟ (00:17:19)

ج- اذا قلنا انه صارم فقط فنحن نظلم الأمير فريد. كان صارم وصادق.

س- تعتقد من أحسن؟ مدير الأمن العام والا السفير؟ (00:17:37)

ج- أنا أفضّل الأمير فريد مدير للأمن العام على أن يكون سفير.

س- والسبب يا ترى؟ (00:17:48)

ج- السبب أن مؤهلاته او ممارسته الطويلة لهذه المهمة أعطته خبرة واسعة وأعطته معرفة بكل الأشخاص. الأمير فريد لم يكن بحاجة أن ينتظر معلومات من أي شخص حتى يعرف أي لبناني، يعرفهم جميعاً.

س- هل إذا طلبت منك أن تقيّمه لي كإنسان وليس كمدير أمن عام او سياسي او دبلوماسي، كإنسان بمَ يمتاز الأمير شهاب؟ (00:18:15)

ج- الأمير فريد مثله مثل أي شخص له حسناته وله سيّئاته إلا ان الشيء الذي يطغى على الأمير فريد شهاب هو إنسانيّته، رجل إنساني ولطيف، مع ما ينطوي عليه من حزم وبعد نظر. يقرن الحسنتين مع بعض. هذا اللي يجعله باعتقادي، انا أنظر اليه نظرة أكيدة انه رجل خُُلُق وكبير.

بعض الحوادث التي تعرض لها الأمير فريد خلال عمله في سلك الشرطة: (00:19:12) (تسع دقائق وثماني عشرة ثانية)

س- سعادة الأمير فريد، أُطلِق عليك الرصاص كم مرة في حياتك؟ كرجل شرطة يبحث عن المشاكل. (00:19:12)

ج- كان لي حظ كبير، حظ خدمني في كل الأمور البوليسية، أُطلِق عليّ مرتين فقط وجُرِحْت مرة بسكين.

س- تذكر الأحداث يعني أهم الحوادث اللي أُطلِق فيها عليك؟ (00:19:41)

ج- أُطلِق علينا الرصاص، جاءنا خبر مرة ان في السجن 5 أشقياء قرّروا وهم في السجن انهم عند خروجهم سيسرقون خزنة حديد في الشياح. طبعاً واحد منهم كان مخبراً عندنا، السادس، أعطانا الخبر وقال لنا انه في النهار الفلاني. في ذلك النهار أخذت معي 20 موظف ووضعناهم كلّهم، كان هناك ساقية، في الساقية، وبقيت أنا والمفتّش، كان قوياً جداً قلبه مثل الحديد، اسمه هاني هليّل، توفّى. أول ليلة سهرنا ولكنهم لم يأتوا. ثاني ليلة الساعة 2 بعد منتصف الليل سمعنا، في الظلمة، سمعنا طرق باب، كسروا الباب ودخلوا وبدأوا يكسرون الخزنة. نحن لم نكن قد أعطينا خبراً لصاحب الملك وكان ساكناً فوق. هذا استيقظ وسمع، فأخذ مسدّسه وبدأ يطلق النار، عندها أُجبِرنا ان نهجم عليهم، لسبب من الأسباب البوليسيين كلهم لم يتحرّكوا، الا انا والمفتّش، ركضنا، هم كانوا 5 مسلّحين بدأوا يطلقون علينا، نزل علينا الرصاص كالمطر و...

س- من داخل البيت؟ (00:21:19)

ج- من داخل البيت.

س- وانتم خارج البيت؟ (00:21:21)

ج- نحن في الخارج نركض الى البيت، دخلنا ولما وصلنا كان حوالي 200 ضرب مرّ من جنب أذاننا ولم يصبنا وقبضنا عليهم. في مرة ثانية بعد الحرب مباشرة، حصلت حوادث سرقة في النهار مع قتل يعني لو الساعة 11 قبل الظهر اذا لقوا شخص يقتلونه ومنهم خادمة وضعوا لها فوطة بفمها حتى اختنقت.

س- عصابة. (00:21:59)

ج- عصابة لم نعرفها في البداية، ثم علمنا انها عصابة بولونية من قدماء الجيش البولوني الذي كان مرابطاً هنا. كانوا حوالي 10، قبضنا عليهم كلهم الا رئيس العصابة رجل اسمه Hoffman كلما دخلنا بيتاً يكون خرج منه قبل 5 دقايق. مرة كنت ذاهباً، انا أصطاف في بيت مري وكنت صاعداً بالسيارة، رأيت احداً يمشي خارج الطريق في الحقل وأوصافه قريبة من الصورة اللتي كانت عندي. أوقفت السيارة ونزلت فركض، ركضت وراءه، لما أصبحت على مسافة حوالي 20 خطوة استدار وركع وأطلق عليّ 3 رصاصات. فعلاً شعرت انها مرّت على سنتمتر مني، انا مسدسي معي فأطلقت عليه الرصاص، ركض، أطلقت عليه رصاصة وقع، اصيب برجله وعاد فمشي ورغماً عن إصابته برجله قفز عن حائط حوالي مترين ونصف انا اعترف لم اقدر ان اقفز عنه وراءه، وبالفعل ذهبنا بعدها الى المستشفيات ووجدنا انه فعلا اتى الى المستشفى وضمّدوا له جراحه وذهب وعرفنا البيت الذي كان ينام فيه ورحنا اليه فوجدنا فراشه دافئاً ولكنه اختفى ولم نلتق بعدها. هرب الى فلسطين.

س- "هوفمان"؟ هذا اسمه؟ كان هو رئيس العصابة؟ (00:23:36)

ج- نعم هوفمان وكان رئيس العصابة ورجل خبير جداً، كان ضابط بولوني.

س- هل قُبِض عليه فيما بعد؟ تتبعت اخباره؟ (00:23:42)

ج- لا لم نعرف عنه شيئاًً.

س- هرب من لبنان. (00:23:46)

ج- نعم هرب من لبنان وانقطعت أخباره. وصارت حوادث تانية، مرة كنت جالساً في مكتبي جاءني شخص باعرفه كان صاحبي بمكتب الأمن العام بالحرب وانا كنت رئيس مكتب مكافحة الشيوعية، هذا كان إختصاصي. يقول لي: "هناك شخص جاء واستأجر عندي على السطح غرفة منذ 10 أيام ولا يخرج الا في الليل ويضع نظارات سوداء ويبدو متخفّ". كيف أوصافه؟ أعطاني أوصاف قريبة من أوصاف الزعيم الشيوعي خالد بكداش الذي كنا نبحث عنه فقلت انه ممكن ان يكون هو. وانا اعلم انه، في ذلك الوقت، الشيوعيون لم يكونوا يلجأون للعنف، يعني ما كانوا يتسلّحون، فلم افكر ان آخذ مسدسي معي، لكن أُلهِمْت، فتحت الدرج وجدت فيه كلابشات لتكبيل اليدين، وضعتهم في جيبي وخرجت. ذهبت انا والذي أخبرني فأرشدني الى فوق وترك، خاف. صعدت وطرقت على الباب: "من؟" قلت له: انا صاحب الملك، افتح!. فتح فرأيت شخصاً مختلفاً تماماً، عريض وقوي...

س- كنت تعلم شكل خالد بكداش؟ (00:25:07)

ج- نعم انا اعرفه، معلوم، أوقفناه قبل الحرب مدة في الشرطة...

س- وجدت شخصاً آخر؟ (00:25:16)

ج- وجدت شخصاً آخر غريب يبدو قوياً جدّاً. قلت له: انا من الأمن العام أريد تفتيش غرفتك. بدأ يكلّمني بلهجة شاميّة، أيضاً لهجة شاميّة تقليد فلم يعجبني. بدأ يتراجع، وكان في الأرض فراش، عندما وصل عند الوسادة مثل النسيم أخرج منها مسدس كولت 45 مفتوح فتحة واحدة يجب أن يُفتح فتحتين حتى يستطيع إطلاق النار، حاول فتح الثانية فمسكته بيديه، صار يقترب فأقول ستنطلق الرصاصة ويرجع، بقينا هكذا 5 دقائق وبعدها وقعنا على الأرض وصرنا نتباطح، بعد مدة شعرت ان عضلاتي ارتخت فقد كان قوياً جداً، سأُجبر على تركه. انا كنت قد درست الـ jujitsu قررت ان اتركه حتى آخذ حركةjujitsu اذا أطلق النار كان به وإلا، لكن المفاجأة نفعت فلم يطلق النار فأخذته بحركة جودو فوقع المسدس من يده ووضعْت له الكلابشات بشمالي. اتضح أنه مصارع اسمه رفيق سنّو كان قد قتل قتيلاًً بالمسدّس نفسه وبعد ذلك قتل في بيت المرحوم سامي بك الصلح.

س- لكن قُبض عليه. (00:26:53)

ج- قُبض عليه نعم، لكن بقيت 15 يوماً لا أقوى فيهم على الحراك (يضحك).

س- (تضحك) بعد 5 دقائق مصارعة بين رجل محترف وحضرتك. (00:26:59)

ج- (يضحك)نعم، لكن الانسان يأخذ القوة من الخوف ربما.

س- تطلق النار بشكل جيد الأمير فريد؟ يعني هل تصيب؟ (00:27:11)

ج- انا كان عندي championnat بالنيشان.

س- وتلعب الجودو؟ (00:27:21)

ج- العب الجودو وكان عندي ايضاً championnat في لعب السيف الـ escrime، قديماً، أيام الشباب.

س- طيب، لكنك استمريت، هذا fleuret أليس كذلك؟ (00:27:33)

ج- هذا fleuret نعم. هذا championnat international في بيروت وأخذت الـ championnat. بقيت 10 سنوات آخذ championnat الجيش الفرنسي بالشرق.

س- بعد ذلك أهملت هذه الرياضة، لماذا؟ (00:27:54)

ج- اهملتها من قلة الوقت.

س- ليس هناك من أحد يدافع عن نفسه بالسيف في هذا الوقت على أي حال (تضحك). (00:27:59)

ج- لا (يضحك)

س- طيب، الجودو، ما زلت تلعب الجودو أو...؟ (00:28:02)

ج- كنت العب وحدي لغاية سنة الـ 58 عندما تركت.

س- وصلت الى أي حزام؟ بني أم أسود؟ (00:28:10)

ج- يعني، لا ليس الحزام الأسود، لأنني كنت ألعب هواية، الحزام الأحمر (يضحك).

س- على العموم أنقذك يومها الجودو. (00:28:23)

ج- نعم، أنقذ حياتي بالتأكيد لأنه كان أقوى مني ومسلّح.

دخول الأمير فريد شهاب السجن: (00:28:30) (ثلاث دقائق واثنتا عشرة ثانية)

س- الأمير فريد، قيل انك في الحرب العالمية الثانية كنت معجباً بهتلر وان هذا سبّب لك متاعب ربما كما ... (00:28:30)

(Start audio part 2: MP3)

ج- الحقيقة ان اناس كثير كانوا معجبين بهتلر لأن العربي يحبّ القوة وكان هتلر قوي لكن لم يكن هذا هو السبب. الأسباب كانت سياسيّة خارجيّة وداخليّة. مع الأسف لا نقدر أن نتكلّم عنها بحذافيرها، لكن انا كنت رئيس مكافحة الجاسوسية وكان مدير الأمن العام من الشرق، من دول الشرق الواقعة تحت الانتداب الفرنسي وكان مركزي له أهمية ان كل الإعتقالات كانت بإمضائي والإفراج من الإعتقال بإمضائي. تضايقوا من هذه القضية، ان تكون بيد لبناني، وهناك أسباب أخرى داخلية وخارجية، وصودف ان المدير كنت واياه أصدقاء، دائماً سوية، هو أعزب وأنا أعزب، نخرج سوية. كنا في ليلة في الليدو، كان هو، وكان علينا من الجيش الفرنسي فئة كانت ضدنا تريد أخذ مراكزنا. كان هناك كولونيل ومعه جنرالات، جاؤوا وجلسوا. قام الكولونيل وأخذه على جنب وصاروا يتناقشون ووجدت انهم احتدّوا، اقتربت انا وفصلتهم وقلت لهم: عيب، هناك أناس يتفرّجون عليكم. فجأة الكولونيل يصعد إلى فوق ويلحقه، وانا غير منتبه، انا جالس على الـbar ، ثم نظرت ولم أجده، ركضت فرأيت الكولونيل شاهر مسدّسه ويريد اطلاق النار عليه، أخذت منه المسدس ووضعته في الأرض. وجاء شخص آخر أيضاً. في اليوم التالي القوا القبض علي، قبل الخارجية.

س- لا لا يجب أن تقول بقيتها، كمّل لنا. (00:30:50)

ج- (يضحك) لفّقولي تهم كثيرة وجلبوا شهود زور. وبقوا 6 اشهر تحت الاستنطاق بمجلس حرب خاص، لكن كل التهم كانت، استطعت أن أدافع عن نفسي لأن الحقيقة لم تكن كذلك. تبرّأت ورغماً عن البراءة أعادوني للسجن شهراً وبعد ذلك أرسلوني لسجن راشيا، بقيت 12 شهراً.

س- سجن راشيا هذا مرّ عليه أشياء كثيرة جداً. (00:31:30)

ج- هذا كان مخصّصاً للزعماء السوريين. كنا اثنين لبنانيين فقط.

علاقة الأمير فريد شهاب بحسني الزعيم (00:31:42) (دقيقتان وثلاث وخمسون ثانية)

س- هناك صورة تمثّلك مع الزعيم حسني الزعيم السوري والشيخ بشارة رئيس الدولة اللبنانية وحضرتك في الخلف، دائماً العين الساهرة، الرجل الذي هو دائماً في المؤخرة. (00:31:42)

ج- (يضحك) هذا يا سيدتي، أولا حسني الزعيم كان معي في السجن.

س- في راشيا أيضاً؟ (00:32:08)

ج- لا في سجن القلعة، السجن العسكري، بقيت فيه 6 أشهر قبل راشيا. في السجن العسكري كان ممنوع عليّ الإختلاط لكن في الآخر بعد أن تبرّأت وفرغ السجن بقيت انا وهو وحدنا فصاروا يسمحون لي أن اختلط معه في القاعة تحت.

س- كم مرة دخلت السجن؟ يعني انا افهم الآن انك دخلت مرتين للسجن؟ (00:32:30)

ج- لا هذه المرة تابعة، مرة واحدة، سنتين سجن وسنتين نفي، يكفي أظن (يضحك).

وبقيت انا وهو وحدنا، نجلس طول النهار، بماذا نتسلّى؟ كان هو عنده طموح غريب الشكل: "أنا سأعمل، أنا سأساوي، سأصبح، غداً سيأتي فوزي القاوقجي والألمان وسأخرج". وأنا أريد أن أتسلّى، دخلت في اللعبة معه وقلت له: نعم. أضع له وأرسم له خطط الانقلابات حتى البلاغ رقم واحد الذي قام به، أنا نصصته له بالحرف، ولكن أنا عن مزح يعني كنا نتسلّى، أكنت أعلم؟ وفي اليوم الذي قام بالإنقلاب كنت أنا أتعشّى أنا وأصدقاء، كنا كل جمعة نتعشّى عند آل سرسق. الساعة 7:30 يرنّ التليفون: من؟ حسني الزعيم يطلب فريد شهاب. الجماعة انبهروا حسني الزعيم كان اسمه خطير... قال لي: " فريد، كيف؟ أأعجبك؟" قلت له: المهم أن يعجبك انت، سنرى. قال لي: "اسمعني الساعة 8 على الراديو سأتكلم وسأعود وأتصل بك على التليفون وتقول لي رأيك". وكان هناك خلاف شديد ما بين المرحوم رياض بك وحسني الزعيم.

س- بمناسبة هذا الخلاف طُلب منك الذهاب الى سوريا لمقابلة حسني الزعيم وتليين الموقف مع السفير السابق محمّد علي حمادة. (00:34:06)

ج- نعم

س- محمّد علي حمادة حكى لنا القصة وفي الآخر قال لي هناك أسرار لا اقدر أن أقولها أنا سأترك ذلك للأمير فريد. فأرجو أن تسمعه أولا ثم تقول لي ما هي الأسرار اللتي لم يقدر أن يقولها ويريدك أن تقولها. (00:34:18)

حديث مع السفير محمد علي حمادة عن وساطته والأمير شهاب لحل الخلاف بين حسني الزعيم ورياض بك الصلح (00:34:35) (عشر دقائق وخمس عشرة ثانية)

س- أستاذ حمادة حضرتك كنت مكلّفاً سنة 48 بتهدئة الموقف بين حسني الزعيم، سنة 49 والا 48؟ 49، تهدئة الموقف بين حسني الزعيم وبين رياض الصلح وبشارة الخوري. يعني كنت غونار يارينغ ايامها بالنسبة لهم؟ (00:34:35)

ج- يعني

س- فأولاً (تضحك) Toutes proportions gardées. . أولا ما الذي سبّب الأزمة في سنة 49 بين سوريا وبين لبنان بعد طول دوام شهر العسل بينهم يعني؟ (00:34:59)

ج- يا ستّي شهر العسل دام من سنة 1943 حتى 1949 باعتبار أن الحكام في سوريا والحكام في لبنان كانوا من فريق واحد تقريباً. هم عملوا في سوريا وفي لبنان للإستقلال في البلدين. وكانوا فوق ذلك أصدقاء حميمين وخصوصاً أن رياض الصلح كان فوق فضلا عن صفته رئيس الحكومة اللبنانية كان سابقاً عضو تقريباً في الكتلة الوطنية اللي منها الحكام السوريين قبل حسني الزعيم. فلما حصل انقلاب حسني الزعيم، انقلبت المفاهيم كلها، فأصبح الحكام في سوريا هم أعداء الأصدقاء، أصدقاء رياض الصلح، يعني أعداء فريق رياض الصلح وبشارة الخوري.

س- فكُلّفت حضرتك بتليين الموقف؟ (00:36:17)

ج- قبل تليين الموقف يمكن الإشارة الى مخابرات تليفونية كانت تجري او مخابرتين تليفونيّتين كانت تجري بين رياض الصلح وحسني الزعيم، يعني رياض الصلح الرجل الذي لا يقطع شعرة أبداً، شعرة معاوية، مع أحد. بالرغم من ان أصدقاءه هم الذين زُجّوا في السجن وأُنزلوا عن الحكم، أخذ التليفون في يوم من الأيام واتصل بحسني الزعيم فكان حسني الزعيم عنيفاً جداً حتى أنه هدّد بأن يحتلّ لبنان. وفي الوقت نفسه كانت المعارضة في لبنان، المعارضة ضد رياض الصلح اغتنمت هذه الفرصة وذهبت الى دمشق تبايع حسني الزعيم كأنها تبايع من يخلف الحكام في لبنان يومئذ.

س- بدأت المزايدات يعني. (00:37:21)

ج- بدأت المزايدات. فعندئذ الإتصال الرسمي كان صعب جداً، لأنه غير مُمهَّد له، فطلب إلي او أعطاني تعليمات رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح أن أذهب الى دمشق للإتصال بصورة غير رسمية به وكلّف أيضاً الأمير فريد شهاب صديقي أن يذهب إلى دمشق أيضاً لأنه كان رفيقاً لحسني الزعيم في سجن راشيا أيام الديغوليّين يعني عندما دخل ديغول وجيوشه الى هنا فأرسل الى السجن الأمير فريد وحسني الزعيم. فهناك، وسيخبركم بذلك الأمير فريد، هناك كان بين الأمير فريد وحسني الزعيم بعض مساجلات وبعض أحاديث وحسني الزعيم كان يمرّ بذهنه منذ ذلك الوقت القيام بإنقلاب فكان الأمير فريد يمزح معه ويقول له: "تعال نرتب لك الإنقلاب" وهو سيكلّمكم عن ذلك وعمل له البلاغات رقم واحد الى آخره. فإذن...

س- وصار الإنقلاب فعلاً وأصبحت غير مزحة يعني، حقيقة. (00:38:48)

ج- حقيقة، وأكثر الناس دهشة لهذا الإنقلاب هو الأمير فريد، لأنه كان هو يمزح معه فأصبح الإنقلاب حقيقة. فذهبنا إلى دمشق واتصلنا بحسني الزعيم وكان إتصال تمهيدي لا بأس به رغم انه كان عنيف في أقواله ضد رياض الصلح وناعم نحو الشيخ بشارة الخوري والقصد منه التفريق بين الإثنين كما يفعل كل واحد يريد يفرّق بين أصدقاء حتى يصل لغاية. فالمقابلات كانت في عدّة أماكن في دمشق، كانت في الأركان لأنه كان رئيساً للأركان، وكان رئيس حكومة في رئاسة الحكومة، وفي بيت حسني الزعيم أي حول مائدة الطعام. هذا كان، يعني، الجو المادي للـ...

س- طيب أستاذ حمادة حضرتك كنت من كبار موظّفي وزارة الخارجية اللبنانية في ذلك الوقت، أريدك أن تصدر لي حكم على حسني الزعيم من خلال معرفتك به في هذا الظرف السياسي. أي نوع من البشر كان؟ (00:39:53)

ج- يا ستّي، حسني الزعيم لا شكّ انه لم يكن رجل لا عقائدي ولا رجل سياسي بالمعنى المعروف أي انه methodique يعني. لم يكن هذا الرجل. لكن شخصية كانت طريفة جداً. كان رجل جريء، شجاع، ومغامر. من خلال وصف قدّمته لمكتب رئيس الجمهورية اللبنانية ولرياض الصلح، في تقرير هو محفوظ في وزارة الخارجية أستطيع أن أتذكر منه بعض الخطوط فـ بسرعة سأعطيكي الصورة كيف كانت المقابلات حتى تعلمي الجو في دمشق يومئذ، الجو الطريف جداً بالنسبة لحسني الزعيم. وصلنا الى رئاسة الوزارة، فهو أراد أن يُشهِد، يُشهدنا على مكانته في دمشق فأدخلنا حالاً لغرفته وكان في الغرفة المجاورة عدد كبير من الناس يعني جميع وجهاء دمشق. من الذين كانوا، من حزب الكتلة الوطنية ينتظرون. فوضعنا الى جانبه في غرفته ودعا هؤلاء الى الدخول رتب واحد وراء الآخر. فكان هو واقفاً والى جانبه معاونه وسكرتيرة تأخذ مطالب هؤلاء الناس وهو واقف.

س- وانتم متفرجّين. (00:41:53)

ج- ونحن متفرّجين حتى يُشهدنا وننقل هذا الكلام عن مكانته في دمشق. فبعد ربع ساعة تقريباً بعد أن أخذ كل المطالب الرتب بعد ما انقطع فأوقف الرتب وقال:"الى الغد". فنظر الينا وقال: "هؤلاء الذين كانوا يؤيّدون من كان قبلي انقلوا هذا الكلام الى دمشق انهم اليوم يؤيّدونني".

س- يؤيّدونني (00:42:23)

ج- نعم. فنزلنا الى ... هو فتح الباب ونزل الدرج وركب السيارة وقال: "اتبعوني"، تبعناه حتى مدخل بيته في المهاجرين، في حيّ من الأحياء في دمشق اسمه المهاجرين. هو كان يسكن في أول العهد بيت قديم وصغير ومتواضع جداً فانتظرنا هناك وطلعلنا السلالم ونظر الى المير فريد وقال له: "فريد انقل للشيخ بشارة انني أنا لست كمن سبقني، لا أسكن القصور، أسكن بيت متواضع"، على أنه بعد مدة أصبح ماريشالاً وسكن القصر. وفي هذا الاجتماع حصل ما حصل في ما يختص برياض الصلح قال: "أنا لا أريد أن أجتمع برياض الصلح أبداً فإذا كان الشيخ بشارة يريد أن نتفاهم فعليه أن يتخلّى عن رياض الصلح"، وهذا كان غير ممكن.

س- وهل وُفّقتم في تليين الموقف في ذاك الوقت؟ (00:43:33)

ج- أكيد، لأن الرجل عندما دخلنا عليه وهو كان يعيش كضابط فرنسي من الفرقة الأجنبية وهذا الوصف الذي وصفناه، كان يعيش أبداً كأنه ضابط فرنسي في أثاث بيته، في خدمه، في شكل مائدته، في النبيذ الذي كان يشربه، كالضباط الفرنسيين في الفرقة الأجنبية تماماً.

س- هذا حسني الزعيم. (00:44:00)

ج- حسني الزعيم. اما بعد قدحين ثلاثة من الشمبانيا فهو ارتاح. لما ارتاح قال: "لا بأس نستطيع نتخاطب خصوصاً انكم تقولون ان رياض الصلح لا يعرفني ولما يعرفني يمكن أن يحبّني".

س- ورجعتوا الى بيروت متفائلين. (00:44:17)

ج- رجعنا الى بيروت متفائلين. هذا التفاؤل، طبعاً، هذا التفاؤل كان يجب أن يُؤيَّد بعدد من الأعمال وهو العمل العربي. فكانت هناك كمان محاولات لدى الدول العربية الصديقة لحسني الزعيم يومئذ لأن يخفّف من غلوّه وهذا ما حصل ولكن لم يدم حسني الزعيم طويلاً باعتبار ان بعد 3 أشهر انقلب عليه الذين كانوا يؤيّدونه.

رأي الأمير فريد شهاب بحسني الزعيم: (00:44:50) (دقيقة وستّ وأربعون ثانية)

س- هو قال ان، الأمير فريد شهاب، قطعاً عندما أرسلك رياض بك الى حسني الزعيم أرسلك للمعرفة الشخصية التي كانت بينك وبينه. (00:44:50)

ج- طبيعي، لأننا كنا أصدقاء حميمين.

س- ورفاق سجن وزبّطت له الثورة والبلاغ الأول.... (00:45:06)

ج- ورفاق سجن وكل تلك الفترة كان لنا أمور عديدة، مغامرات في السجنً، حتى كنا مستعدّون أن نهرب سوياً مع ضابط فرنسي سجين، كنت انا قد وضعته في السجن والتقيت به هناك. واتضح أنه رجل طيب خدمني كثيراً، خدمني كثيراً، وحتى أعطانا مفاتيح الـcellule، مفاتيح الزنزانة اللتي كنا فيها...

س- شعرت ان حسني الزعيم تغيّر عندما تركته؟ بعد أن أصبح البلاغ الأول رسمياً والثورة قامت؟ (00:45:38)

ج- تغيّر بعد فترة، عندما رأيته في الأول كان ما زال حسني الذي اعرفه وبعد ذلك، وانا أناديه: يا حسني. بعد الرئاسة ضربت في رأسه... أصبح ماريشال، لكنه بقي معي كما هو. وذهبت مراراً عديدة عنده ورتّبنا لبعضنا أمور كثيرة. الذي قاله الأستاذ السفير محمّد علي بك حمادة واقعي وصحيح وكان لمحمّد بك أيضاً اليد الطولى بتليين الموقف وليّنّاه. ليّنّاه واتفقوا واجتمعوا في الثورة وكنت انا الصديق يعني الرسول.

س-الـ غونار يارينغ؟ (00:46:27)

ج- لا ليس لهذه الدرجة، ولكن الرسول.

إفشال الأمير شهاب محاولة اغتيال الملك عبدالله ملك الأردن في بيروت وتحذيره لرياض بك الصلح: (00:46:36) (دقيقتان وأربع وأربعون ثانية)

س- لك هنا صورة مع الملك عبدالله الله يرحمه ملك الأردن ويبدو ان الصورة هذه ستذكّرك في خرق للبروتوكول في ذلك اليوم كان له أسباب داعية للأمن. (00:46:36)

ج- يا ستّي، كان هو عائد من أوروبا، الملك عبدالله، وقام بزيارة للبنان، ووقتها كانت الأمور ما بين لبنان والأردن، يعني كان الجو قاتم قليلاً. وكان الـprogramme ان يمرّ بوسط البلد وهو كان ذلك قصده حتى يظهر نفسه لأنه كان يحبّ الـ...

س- "الفخفخة". (00:47:19)

ج- نعم، انا، آخر دقيقة، قبل يعني، في نفس اليوم يأتيني خبر ان هناك مؤامرة لاغتياله وكانت حقيقية فعلاً. طبعاً لا استطيع أن احكيها لأحد كي لا تفضح. قررت بنفسي أن أخذ على عاتقي المسؤولية، غيّرت كل programme الموكب آخر دقيقة. بدل أن نمرّ في وسط البلد أخذته عن طريق البحر. وفعلاً وقتئذ تجنّبنا الفاجعة، لكن هو أخذها على غير معنى وغضب وطلب إقالتي وقتها، اعتبر اني فعلت ذلك عن قصد حتى أقلّل من أهميّة زيارته.

س- لم يعلم انك أنقذت حياته. الم يكن ممكناً أن تقول له بعد ذلك أي شيء؟ (00:48:06)

ج- قلت له لكن ممكن أنه لم يصدّق.

س- طيب، قدّمت مرة النصيحة نفسها لرياض بك قبل أن يُقتل. (00:48:17)

ج- الله يرحمه، نعم، وصودف ان في اليوم الذي سافر فيه لم أكن أنا موجوداً، وهذه صورة احتفظت بها لأنها كانت لهذا السبب، كنت يومها، قادماً أقول له وأترجّاه ان لا يسافر، هذه قبل مدة، في ذلك الوقت أجّل سفره. وانا غبت وسافر، ليتني لم، لو كنت انا ربما كنت استطعت أن أحول دون سفره.

س- لم يستمع إلى نصيحتك؟ (00:48:51)

ج- كان شجاع ويعتقد بالمقدّر، ما قدّر عليكم، ومع الأسف، رحمه الله.

س- والذي قُدّر حصل. كان عندك اخبار اكيدة بأنه سيُغتال؟ (00:49:07)

ج- نعم، يعني ليس كل الأخبار، لكن عادة أنا أخباري محقة، لا أؤخذ بالأخبار العادية.

الأمير فريد شهاب مديراً في الانتربول: (00:49:20) (دقيقتان وثماني عشرة ثانية)

س- يوجد صورة لك عندما كنت مدير للانتربول، أليس كذلك؟ (00:49:20)

ج- نعم كنت نائب رئيس الإنتربول وأحد مؤسّسيه، 10 سنوات عضو اللجنة التنفيذية.

س- هذا أثناء ما كنت مدير للأمن العام؟ (00:49:34)

ج- مدير جهاز الأمن العام وقبل منها، كنت بعدني في الشرطة.

س- بقيت كم سنة نائب رئيس الإنتربول؟ (00:49:39)

ج- 10 سنوات.

س- ناس كثر تشتكي من الإنتربول انه سياسي، ربما تستطيع أن تقول لي بالضبط ما هي وظيفة الإنتربول؟ (00:49:44)

ج- يا ستي، الإنتربول أعطوه إسم أكثر ما هو. الإنتربول أساساً هو اولا للأمور الجنائية فقط، لا يتعاطى الأمور السياسية. هو نوع من حفظ لجميع المعلومات عن الجناة وصلة الاتصال ما بين مدراء الشرطة والأمن العام في العالم. وهذه لها أهميتها الكبرى في اوروبا لأن المجرمين هناك التنكّر هين عليهم، يأخذون السيارة ويصبحون خلال كم يوم في بلد آخر. فيعطي خدمات إدارية، الإنتربول، ومنه تفرّعت مكافحة تهريب المخدرات وتزييف العملة وكل الأمور الجنائية كل واحدة بحسب مميّزاتها.

س- هل أثناء وجودك كنائب رئيس الإنتربول في السنوات الطويلة التي كنت فيها صادف ان استطعت ان تضبط عملية تهريب مخدرات أو تهريب عملات؟ (00:50:54)

ج- يا ستي، نحنا كنا في القيادة، بالواسطة، ما الواسطة عادة، الإنتربول يضبط بواسطة البوليس المحلي، نحن نعطيهم تعليمات وهم ينفّذونها. أكيد طبعاً لكن بواسطتهم وليس منّا رأساً لكن كانت المعلومات تأتي من عندنا.

التحاق الأمير فريد بالسلك الخارجي: (00:51:38) (ستّ دقائق وإحدى وعشرون ثانية)

س- بقيت 10 سنين مدير للأمن العام، من سنة 48 لسنة 58، هل استقلت والا كان في ظروف قاهرة؟ (00:51:38)

ج- أنا طلبت، في آخر الـ 58، طلبت نقلي وإلتحاقي بالسلك الخارجي.

س- ممكن أن نعرف لماذا؟ (00:51:57)

ج- بدون شكّ، يا ستّي تغيّرت الأوضاع وأنا أعتقد بالقول: لكل زمان دولة ورجال. نحن دولتنا انتهت، لندع غيرنا يستفيد.

س- طلبت نقلك. (00:52:12)

ج- طلبت نقلي نعم وكان هناك...

س- أول سفارة ذهبت اليها كانت... (00:52:17)

ج- هي غانا، غانا وأنا فتحت السفارات اللبنانية في غانا ونيجيريا والكاميرون.

س- وكنت سفير على الثلاث دول؟ (00:52:27)

ج- نعم، ولم يكن هناك سفارات قبلها أنا انشأتها، وبعدها ذهبت الى روما.

س- غانا والكاميرون و...(00:52:35)

ج- ونيجيريا.

س- ونيجيريا في نفس الوقت. ذكرياتك عن غانا هل لك فيها أيام حلوة؟ خصوصاً ان في غانا جالية لبنانية كبيرة؟ (00:52:45)

ج- جالية لبنانية قوية وطيبة ولكن ذكرياتي، أفريقيا لها طابع خاص لذيذ لكن مناخها سيء ورطب، جيد أن يبقى الإنسان فيها شهرين او 3 أشهر لكن سنتين كثير.

س- هل رأيت ان التفاهم صعب مع الإفريقيين؟ يعني هل لهم عقلية خاصة؟ (00:53:13)

ج- لهم عقلية خاصة لكن التفاهم معهم هين جداً. قوم طيب ووديعين

س- ألم تر ان لهم خبث مثلاً؟ يتهيّأ لي الذي يعرفهم .... (00:53:36)

ج- لا أبداً ما زالوا على الطبيعة، أوّليّين.

س- لك صورة هنا لفتت نظري مع مجموعة من رؤساء القبائل. (00:53:42)

ج- نعم، هذه الصورة مع رؤساء القبائل، هذا رئيس كان قديماً رئيساً مدنياً ورئيساً روحياً في الوقت نفسه، ثم أتى ناكروما فتسلّم الرئاسة المدنية وأصبح الباقون رؤساء روحيين فقط. هذه الصورة بمناسبة عيد الاستقلال، أتوا يهنّئونني. هذا الرئيس يمشي وفوق رأسه مظلّة او يحملونه على سرير من خشب وحوله 3 او 4 من الرؤساء الذين هم أدنى منه مرتبة وكان في الماضي عندما يموت الرئيس يقتلون له اكبر عدد من الإفريقيين لخدمته في العالم الثاني. وعندما يمشي يمشّي معه ولد صغير ويعتقد ان روحه في هذا الولد، موجودة بالولد.

س- تقمّص يعني؟ (00:54:45)

ج- لا ليس تقمّصاً، يعتقدون بالأرواح. وبعد كل حادث، تُسمّى soulisation، يجتمع الرؤساء الروحيون ويسقون الأرواح Gin او ...، يبدأون بالرمي بالأرض ويصلّون.

س- يسقون الأرواح؟ (00:55:12)

ج- نعم.

س- طبعاً هي الطقوس الدينية هناك كلها قائمة على الإعتقاد في الأرواح و ... (00:55:14)

ج- أكثرهم يعتقدون بالأرواح رغماً عن أن منهم مسلمين ومنهم مسيحيين.

س- الى أين ذهبت بعد جولتك في إفريقيا؟ (00:55:26)

ج- الى تونس، بقيت 5 سنوات ونصف في تونس و3 سنوات في قبرص.

س- رأيت لك صورة في البومك في تونس جالس في جامع تقرأ القرآن مع مجموعة من القرّاء (00:55:35)

ج- نعم.

س- استغربت، قلت أليس الأمير فريد شهاب مسيحي؟ جالس يقرأ القرآن في الجامع مع مجموعة من الناس؟ استغربت جداً. (00:55:43)

ج- يا ستّي انا أعتقد أن بيت الله، إن كان الجامع أو الكنيسة، هذا بيت مقدّس تجوز فيه الصلاة لأي شخص كان والعبادة لله، ونحن، هناك منهم من يعتبرني مسلم نسبة الى جدّي، أنا جدّي كان مسلم واولاد عمي اليوم ما زالوا موجودين مسلمين ومسيحيين لا فرق بيننا أبداً.

س- وكنت تصلّي فقط في المناسبات والا بطريقة... (00:56:24)

ج- في المناسبات.

س- في عيد الأضحى مثلاً. (00:56:28)

ج- في الأعياد الكبيرة نعم، يدعونني هم. ويهنّئوني بالأعياد المسيحية والأعياد المسلمة.

س- لكن كنت تصلّي الصلاة والا ...؟ (00:56:37)

ج- أنا كنت أصلّي كل...

س- تعرف كيف تصلّي؟ (00:56:40)

ج- نعم اعرف، أصلّي كل الصلاة وكل الصلاة جائزة وكل الصلاة قيّمة.

س- لا شكّ. (00:56:48)

ج- كما أن هذه assurance إذا صلاتنا لم تنفع صلاتكم تنفع (يضحك).

س- (تضحك) يا سيدي بعد نقلك تونس ذهبت الى قبرص عند مكاريوس وأريدك أن تقول لي... هنا تقدم أوراق الإعتماد؟ (00:57:01)

ج- هذا تقديم الأوراق نعم.

س- ما حكمك على مكاريوس كرجل دولة؟ (00:57:13)

ج- مكاريوس رجل عنده دعاء وصرامة غريبة الشكل والتكلم معه ظريف لأنه يأخذ ويعطي وهو يتكلم في كل شيء. هو طبعاً رجل دين قبل أن يكون رجل دولة وكالبطاركة، أنا أحب البطاركة البيزنطيين، هو مثلهم. كرجل دولة طبعاً أمثولة يعني مثال للنضال ضد انكلترا.

إنجازات الأمير فريد شهاب ونظرته للحياة: (00:57:59) (اربع دقائق وثانيتان)

س- أنا قلت ان الأمير فريد زوّر سنّه وهو عنده 15 سنة. لذلك كان طول عمره على الهوية 6 سنوات أكبر من عمره الحقيقي. لغاية الآن لم تصحّح هذه الهوية؟ (00:57:59)

ج- لا لأن هناك قانون للتصحيح ومضى وقت التصحيح، وانا لم أصحّح فيه لأن في ذلك الوقت الكل صحّح وانا لم أحبّ أن أصحّح قلت لك انني احب ان اترك الخدمة وأنا قادر على الإتيان بعمل.

س- سعادة الأمير حضرتك بعد أن جلسنا معك ساعة وأكثر من الزمن وأزف موعد الفراق أقول لك انه لا يبدو عليك أبداً انك تستطيع ان تُذهب وتمضي على قرارات بأن تدخل اناس السجن و تخرج أناس منه ومع ذلك ولـ 10 سنوات من حياتك وقّعت على قرارات أرسلت أناس فيها السجن وانت ايضاً ذهبت الى السجن والتقيت، قلت لي منذ قليل، برجل كنت انت بنفسك أرسلته الى السجن فذهبت والتقيت به هناك. (00:58:31)

ج- صحيح.

س- كل هذا أكيد أعطاك نوع من الفلسفة في النظر للحياة غير الأشخاص العاديين. هل هناك فلسفة معينة او نظرة معينة للحياة استطعت أن تستخلصها من حياتك كمدير الأمن العام، رجل العين الساهرة كما يقولون. (00:59:01)

ج- من دون شكّ يا سيدتي. أولاً، الرجل يجب أن يكون انسان قبل كل شيء. ثانياً، الحق والعدل ولو كان الإنسان جاهلاً يجعل الناس تعتبره وتحترمه وتحبه. ثالثاً، القيم وخصوصاً القيم الروحية لها قيمتها لا تغيب، تنام ولكن ترجع. وأقوى شيء الشعور بالواجب والعمل للصالح العام وليس للصالح الشخصي. وكل واحد يتنزّه عن العمل للصالح الشخصي هو من ينجح والحمدلله أعتقد أن هذا سر نجاحي بأكثر الأوقات اذا سُمِح لي أن أقول أنني نجحت.

س- قيل عنك أنك رجل المواقف الشخصية يعني كان لك دائماً مواقف شخصية جداً في مراحل حياتك المختلفة خاصة في الأزمات وهذا شيء واضح جداً من معرفتنا الآن بشخصيّتك. الأمير فريد كم نيشان عندك؟ قل بكلّ تواضع. (01:00:25)

ج- 42

س- 42 نيشان. ما أهم نيشان تعتزّ به فيهم؟ (01:00:44)

ج- أعتزّ بنيشان الإستحقاق اللبناني الثالث والذهبي لأنني نلتهم عن استحقاق وما كانوا يُعطوا إلا عن استحقاق ولأعمال. مع الأسف اليوم يُعطون على اليمين والشمال.

س- طبعاً لم يعد الوقت يسمح أن أسألك ما تكملة الـ 48 نيشان، كم تنوي أن يصبحوا؟ (01:01:10)

ج- لا هؤلاء هم.

س- ستبقى على 48. سأختتم البرنامج بصورة لك وانت حامل فيها هذه كل هذه النياشين لأنها وجيهة جداً. نشكرك سعادة الأمير فريد شهاب على هذا اللقاء. (01:01:19)

ج- الشكر لسيادتك.

س- مشاهدينا الأعزّاء إلى اللقاء معكم في يوم الأربعاء القادم في آخر حلقة من برنامج سهرة مع الماضي (01:01:31).



Alternative audio formats: farid_chehab_01.ogg - farid_chehab_01.flac - farid_chehab_02.ogg - farid_chehab_02.flac

American University of Beirut © CAMES, 2007


Last modified: Fri Oct 16 14:21:27 2009